هيثم شاب طموح قرر أن يلج أبواب المال والأعمال، جمع معلومات واستشار وشاور وسافر إلى أمريكا وتدرب في نفس المصنع الذي يصنع المنتجات التي ستفتح آفاق المال والأعمال، يعلق هيثم مبتسمًا: أربع عشرة ساعة من واشنطن دي سي في الطائرة وسؤالا يحيرني: هل المنشآت العملاقة ستفتح أبوابها وتحتضن مشروعي كرائد أعمال؟! وماهي المميزات التي أحظى بها كرائد أعمال من الغرف التجارية، وكأنه بهذه الأسئلة رمى بهجوم رواد الأعمال الذين اكتووا من محاولة ولوج دهاليز المال والأعمال، كان هيثم يتحدث وعينات المنتجات التي جلبها من مصانع أمريكا بيده ويكتم الألم والخوف من الفشل. لم تنفع علبة "المرهم" التي أهداها له المشاركون في منتدى رواد الأعمال الذي عقد في دولة قطر. كان سؤال "هيثم" سكينًا شطرت القلب إلى نصفين، فيبدوأن عبارة واحدة تملك القدرة على نكئ كل الجروح، معاناة شبابنا في المال والأعمال. كنت استمع لسؤال "هيثم" وأضع رأسي بين راحتي وأتأمل رحلة التشقق الداخلي التي يرويها هذا الشاب الذي يحلم أن يساهم في الاقتصاد السعودي ويتحرر من عبودية الوظيفة، وأتساءل كيف يمكن أن تحضن المنشآت العملاقة رواد الأعمال؟!، فشبابنا أجراس معلقة في قلوبنا شخبطنا معهم على الجدران وكراسات الرسم ولونا بألوان الطباشير أحلامهم. شبابنا الذاكرة الجميلة وجسر الامتداد بين الأمل والمستقبل الدائم نتمنى أن يكونوا أفضل منا وأن لا ينعموا بما خسرناه!!، لكن هناك من يسرق أحلام طموحاتهم بتعثرهم في بداية مشروعاتهم الصغيرة، عند ذلك تنحدر الأحلام الشبابية من فوق جبال الاحترام ويراوده حلم الراتب الشهري "المربوط"، لقد حفر "هيثم" في داخلي مسافة عميقة من أحزان إحساس بالصعوبات التي تواجه رواد الأعمال فهل من يستمع لصوت هيثم؟!. [email protected]