مساء الأحد حبست نفسي في البيت ،كانت فرحتي بالحجر الاختياري لنفسي، فحينما تشتد الأمور أهرب إلى الوحدة لعلاج النفس والمراجعة والمحاسبة. كنت أحاول ان أبحث عن أخبار تطيب الخاطر في العصفور الأزرق "توتير"...... الذي أصبح يأتيك بالخبر اليقين.. فما إن مددت يدي بأصابعي الضبابية نحو أيقونة " توتير"وإذا بخبر وفاة الدكتور عبد العزيز الخويطر يهز قلبي ووجداني. تسمرت عيناي أمام الانكسارات والتشققات التي هزت شاشة جهازي بخبر موته، كنت أعبر عن حزني وأهز رأسي أمام الشاشة الصغيرة وأسترد صوته الأبوي الحنون وكأنه يخصني وحدي.. وهو فعلاً صوت الخويطر يخص زماني.. كان يجيب على التواصل رحمه الله مع محبيه بصوت يغوص في عنق الحجرة كبلور يحتضن نوراً. الخويطر في حياتي مثل قطرة مطر نقية قبل أن تلامس تراب الأرض .. أول من شجعني على الكتابة في الصحافة وأجدني باقية بكل جوارحي، بكل قطرة مداد نثرها هذا القلم عبر السنين مدينة له بالفضل لمنح حروف هذه الزاوية شرفَ المثول بين القارئ الكريم.. يظل الدكتور الخويطر ذكراه عمود نور يغسل بضوئه بقع الليل ويشعل براعم الورد في الشرفات. نقلني ذلك الخبر الحزين إلى ذكرياتي.. استدعيت الذاكرة التي لم يعترها الصدأ بعد كل شيء إلى مؤلفاته التي كان يخص كل فرد من أسرتي الصغيرة بتوقيعه على كتبه رحمه الله، أمطرت سحائب قلمه قراءة وتأملاً لتجربة حياته العملية وصفاً دقيقاً ومنصفاً ، استهداءً بما ضمته حروفه الطيبة التى لم يمحها الوقت.. لازالت عباراته عالقة في نور العين.. فقدنا روحه ولكن حروفه ظلت كريق النبات.. [email protected]