دشّن محافظ جدة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد عبدالعزيز آل سعود الكاونترات النسائية في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، والوقوف بنفسه على آلية الخدمة النسائية الجديدة، لتسهيل إجراءات السفر والقدوم، وهي خطوة تشجيعية لقرار عمل المرأة. تجربة الكاشيرات في بلادي لبناتنا مرّت بالتضييق عليها والتعلل والتحجج بأعذار شرعية وغير شرعية من بعض المعارضين، سؤال تطرحه بناتنا العاملات في المحلات التجارية، هل مصطلح «وفق الضوابط الشرعية» يعني أن ضابط الشرع يلزم النساء، ولا يلزم الرجال، كان السؤال من إحداهن بمثابة مطرقة عامل يغرز المسامير في قالب خشبي.. شعرت وكأنني فحمة تحترق أمام سؤالهنّ. كانت في لهجتهنّ طراوة تحاول جرف الكآبة عن جبيني، وظل سؤالهن منتصبًا موجعًا كمسامير في القدم، وكقضيب من الحديد الساخن في العظم. كانت نظراتها تخترقني لكن نورها يحيط بي، أخفيت دموعي عندما تابعت: كيف يقبل المعارضون لعمل المرأة تأجيج حملة ضدنا بالمعاكسة التي يقصد منها الإيذاء النفسي لنا، لمنعنا من العمل ونحن بحاجة للدخل الشهريّ.. ألسنا نحن بنات هذا الوطن؟! لم أكن متأكدة من حجم الحزن الذي ظهر على وجهي من السؤال. أعماقي كانت دافئة، لأني عشت تجربة التدريب والتوظيف في مهنة الكاشيرات، والتجربة كانت بمثابة حديقة تختلط فيها النباتات الشوكية بالورد والنرجس والعسجد، وما كان يسعدني إصرار بناتنا على العمل في تلك المهنة. التجربة كانت مضيئة بالمعاني والأحاسيس، يتلخّص فيها معنى الكفاح، واحترام قيمة العمل، حيث أصبح وجود بناتنا مقبولاً الآن من المجتمع، وهذا سر صبرهنّ وكفاحهنّ. تشجيع الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة ينقلنا إلى أيام ممتلئة ببياض الشمس، وكقافلة تائهة في الصحراء تتلمس طريقًا صحيحًا، أقول لبناتنا في المحلات التجارية: من شابه الآخرين أصبح في النهاية لا شيء. [email protected]