بعض المواقف تستدعيها الذاكرة لسيطرتها المباشرة في حياة البشر.. تترجمها كشاهد فوري، هذه الواقعة أحببت أن أخرجها لكم من نطاق التفاعل اللحظي للقاء جمعني بالفاضلة القديرة الدكتورة هيفاء جمل الليل عميدة جامعة عفت الأهلية التي تعتبر أول جامعة أهلية للبنات في المملكة، وقد سمّيت الجامعة باسم الأميرة عفت الثنيان حرم الملك فيصل آل سعود -رحمه الله-. عند دخولك حرم الجامعة تسيح عيناك في جمال وروعة تصاميم المباني، شاهدت لوحات احترافية من مخرجات تلك الجامعة. أجمل محطات الدنيا كانت لي عندما مسَّت قدمي أرض الحرم الجامعي، شعرتُ بأنني في مكان مختلف يهبني مودة وسعادة في مكان آمنت به سيدة من بلادي الأميرة عفت الثنيان بتعليم المرأة، وتمكينها من المشاركة في خدمة هذا الوطن.. سرحتُ وأنا في أمنيات الأميرة عفّت التي ناضلت من أجل تعليم المرأة. لسعة فرح استقبلتني، وحطّت على قلبي.. تشابكت تلك اللحظات الصافية مع لحظات قديمة حملتني إلى ذكريات مدارس دار الحنان الأهلية، مرّت بخاطري، تشاركت السعادة بما رأيته من (إمكانيات في التعليم والتدريب)، وذكريات شريط طويل مرّ بخاطري، كل الصور القديمة انهمرت في لحظة واحدة، أذكر كل تفاصيل تلك المدرسة الأهلية التي كانت قريبة من مسكني.. ذكرياتها عادت بذهني، ما حدث لي ما أن عبرت ممرّات الجامعة حتى وجدت الدكتورة هيفاء جمل الليل كأنني كنتُ أبحث عنها العمر كله، فنحن لم نلتقِ من زمن طويل، صخب الحياة فرّق بيننا.. شعرتُ بكثير من الفرحة.. الفرح الذي يحيطك، وتلفّك، وتحيل روحك، ونفسك، ويخطفك لطبقات من النشوة في حياتك. نعم شهدت الأميرة عفت حصاد التعليم، نعم عاصرت أفراح حقبة من الزمن وأوجاعها، لكن تحقق لعرّابة التعليم الأميرة عفت أحلامها وآمالها. سبحان البارئ الذي لخّص الحياة في مشاهد.. نجاحًا يمنحك الفرح، وآخر يمنحك الحزن.. فلنبحث دائمًا عن ذلك المشهد الحالم لبلادي الذي يترك أثرًا بروحنا علّه يضيءُ ما تبقى لنا من الطريق. [email protected]