لن أنسى ذلك المساء الذي قادتني فيه يداي لموعد مع محطة MBC، كانت المحطة تبث افتتاح سوق عكاظ في مساء مبلّل بمطر التاريخ الذي يسقط على اللحظة فتمتزج القلوب بالذكرى مع ورد الطائف لتغدو الحياة أجمل والقلوب رقصة فرح بذلك الحدث السنوي.. برنامج الحفل بث لنا رسائل وطنية أولها مشاركة المرأة في تسليم الجوائز وأطياف من المثقفين من أنحاء الوطن، قلدت فيه شاعرة عكاظ في العام الماضي روضة الحاج بردة عكاظ للفائز بجائزة هذا العام محمد محمود العزام من الأردن، كما قدم الشاعر جاسم الصحيح جائزة شباب عكاظ لشاعر شباب عكاظ الشاعر السعودي خليف بن غالب الشمري، في حين قدمت الدكتورة نجاح عشري من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية جائزة مبتكر عكاظ، وحصل عليها الدكتور أنس محمد باسلامة من السعودية. كنت أستسلم لواحة من المشاعر المبهجة وأغوص في عالم راقٍ حميم يُمثلني، يجعلني أكثر واقعية وابتهاجًا لوطني لمشاركة أطياف المجتمع من كل المناطق في تقليد جوائز عكاظ.. تركت نفسي تنصاع لإغراء الاحتفالية بينما المذيع يتحدث بروح المكتشف الذي يتوغل في المجرات السماوية التي لا تصل الشمس إلى كواكبها لكن المذيع يصلها بروح البارع الحقيقي كنت أحسّ وهو يتحدث عن المهرجان السنوي أنه يحمل بيديه قناديل إضاءة ومنجلاً لتفادي الأشواك.. كان الاحتفال لوحة سحرية يعانق فيها الحاضر الماضي.. بلطف ناعم وبالمجرور الطائفي وقصيدة من التراث يشدو بها فنان العرب محمده عبده بوصلة غنائية «أفاطمُ مهلاً» من معلقة أمرؤ القيس التي اختار أبو نورة أكثر أبياتها وجدانية وشجناً. على امتداد البث حتى الختام كنت مشدودةً كقوس متلقيةً ذلك التواصل الممتع بنشاط سوق عكاظ الموسمي، الذي يتكرر كل عام وفي كل موسم يدهشنا مجددًا. [email protected]