لستُ غريباً عن"الحياة"، قُيّض لي في يوم أن أكون أحد مُستكتبيها الدائمين، وعملتُ محرّراً في مجلّة"الوسط"الصادرة عنها، وكتبتُ مقالات عدّة في النقد التشكيلي في صفحاتها الثقافية. ولي بين محرّريها أصدقاء كُثر، كما كان لي أصدقاء كُثُر. "الحياة"ليست بعيدة (...)
لسنا نساكاً ولا جنوداً ولا كهنة ولا ثواراً. وما اجتمعنا اليوم لأجله يفرق ولا يجمع، فالشعر كما نعلم عزلة وليس نسباً ولا حزباً ولا طريقة. مع ذلك فإن ابتهاجنا بهذا اللقاء فوق ما نرجوه منه، ولا ينغصه أن ظرفاً عملياً حرمنا من لقاء آخرين تمنينا رؤيتهم (...)
أظن أن من المبالغة في عصرنة المتنبي محاسبته على أماديحه وأهاجيه فهذه سنة الشعر في أيامه. الشاعر آنذاك كفنان عصر النهضة يعمل لملك أو أمير أو وال ولا يجد غضاضة في أن يرتزق من شعره. دعونا من محاكمة المتنبي على ذلك ولنتذكر أن المتنبي وهذه أيضاً ميزة (...)
لا نعرف أيهما مات، إذ لا دليل بعد على جثة. وإذا كان القتيل غائباً، فلسنا نعلم أيهما القاتل. مات الشعر أم مات الشاعر؟ الحقيقة أن موت أحدهما يستتبع موت الآخر، فتلك كما نعلم حلقة مغلقة.
موت الواحد جواب على موت الثاني. ومن البداهة أن الشعر يموت مع (...)
ما هو حدث السنة الثقافي؟ في الأعوام الإلكترونية التي نعيش أحسب أن مثل هذا السؤال بات بعيداً. ومن هو رجل العام؟ أشك أن رجلاً، أي رجل يمكنه أن يملأ عاماً كاملاً. ثمة حدث لكل يوم ورجل لكل يوم فإن يوماً عند ربك بألف سنة. وأظن أن يوماً الكترونياً بسنة (...)
مع باكورته "صحراء في السلال" منشورات "دار الجمل"، يبدو إبراهيم الملا أفضل ما يكون عليه شاعر في مجموعة أولى. بل قلّما نجد هذه الايام شاعراً يبدأ بمثل هذا المراس والاختبار واستبطان القصيدة الحديثة والتطلع والملكة. فالشاعر الاماراتي لا يبدأ من عدم، (...)
يقول ميلان كونديرا إنه يكتب ضد قارئه. كل الكتاب يصارعون قراءهم، لكن القارىء هو الذي يتوج الكاتب، فالكتاب هو أخيراً نتيجة هذا الصراع. هل يمكن لنص أن يوجد بلا قراء؟ نعم، فهو في انتظار قارىء كما يحصل لكوكب لم يصل ضوؤه بعد. القارىء لا يعطي النص معناه (...)
"أكتب/ نحو/ .../ ماذا؟/ كأن أحداً لم يرَني". هذه قصيدة من مجموعة حمزة عبّود "كأنني الآن" الصادرة حديثاً عن "دار الجديد" في بيروت. وليست نموذج المجموعة، لكنها من مجازفاتها التي تبدأ مع العنوان. مجموعة حمزة عبّود الرابعة يمكن تقديمها بصفتها مجازفة (...)
بين أبرز النشاطات الفنيّة في بيروت خلال الأسابيع الأخيرة من العام المنصرم، معرض إيفيت أشقر الذي استضافته "صالة جانين ربيز"، وكان مناسبة لاستعادة تجربة تشكيليّة مميّزة، ومعاينة تلك اللوحات التي "تطلّ على المتفرّج". والفنّانة مقلّة في العرض، من هنا (...)
في الخامسة والاربعين أخرج عماد الحر كتيباً من 58 صفحة عن دار الكنوز الأدبية في لبنان. إنه كتابه الاول، ولا نجد فيه ما يفسر هذا الانتظار الطويل... إلاّ خشية عماد الحر من النشر، فهو لا يحتمي بحجم الكتاب الصغير وقصر النصوص فحسب، بل أيضاً بالصور (...)
كيف يستعدّ العرب لدخول ألفيّة جديدة لم تعد تفصلهم عنها سوى رفّة جفن؟ هذا السؤال طرحته "الوسط" في هذه الجردة الثقافيّة التي تستعرض أبرز أحداث العام الماضي في مختلف الأقطار، وتحاول أن تستخلص أبرز الملامح وعلامات الاستفهام، وأهم الانجازات، وأن تجسّ نبض (...)
هل يكفي ان يخوض حزب الله الانتخابات النيابية مرتين متتاليتين ليكون دخل النادي السياسي اللبناني واندمج في النظام السياسي، جواب وضّاح شرارة في كتاب عن حزب الله "دولة حزب الله، لبنان مجتمعاً اسلامياً" الصادر في بيروت عن دار النهار، جازم بالنفي، ولنفهم (...)
في اخراجها الاشكالي لمسرحيّة سعد الله ونّوس "طقوس التحولات والاشارات"، ترتمي نضال الأشقر في هاوية اللاوعي، تقوم بتقشير الذات والشخصيّات. والعرض الذي شاركت فيه منى كنيعو مديرة اضاءة ولينا أبيض مساعدة اخراج، يتجاوز فخاخ المعاني، ليجمع بين الضحك (...)
"بات من غير المعقول بعد "شعر" أن نكتب كما كان يكتب أسلافنا القدامى، وأن نفهم الشعر كما كانوا يفهمونه... ومأزق ما نسميه الحداثة، أننا نكتب اليوم قصيدة النثر بالعقلية ذاتها التي كنّا انتقدناها في مجلة "شعر"". هذا ما يقوله أدونيس في هذه الحلقة الثالثة (...)
الجغرافيا هي الأصل في دراسة الدكتور محمد جابر الأنصاري "تكوين العرب السياسي ومغزى الدولة القطرية" الصادرة عن "مركز دراسات الوحدة العربية". فالمعتاد أن يجد الدارسون القوميون في التاريخ الماضي مثالاً للوحدة، لم يلبث أن آل بعد انفراط الدولة العثمانية (...)
"ولدت شعريّاً في لبنان" يقول أدونيس في الجزء الثاني من هذا الحوار، مستعيداً علاقته بهذا البلد الذي "كان مشروعاً مرتبطاً بالمستقبل". ويتوقّف الشاعر عند اكتشافه للشعر الفرنسي، كما يتناول مجلّة "شعر" التي "إحتضنت اعمالاً ذات رؤى متضاربة".
"العقيدة (...)
من بيت والده الفلاح المتواضع الذي علّمه النحو والصرف وقراءه الشعر، والذي كان المعارض الوحيد للزعيم العشائري... الى قائمة المرشحين الدائمين لجائزة نوبل، اجتاز أدونيس الوعي الثقافي العربي، كما كان يجتاز في طفولته الدروب الوعرة شبه حاف، بين القرية (...)
لوحة شاكر حسن آل سعيد مادة تكشف عن نفسها، وعن الأرض التي خرجت منها. فيها ينتهي الخشب بالحريق، والنحاس بالزنجار، وينتهي الطين بالوحل. ويبدو العالم منزوع القشرة، دامياً، مرئياً من لبّه. كأن شيخ الفنانين العراقيين يبحث عن خطى الزمن وآثاره تحت المادة، (...)
رواية ربيع جابر "البيت الأخير" تركيب. إنّها مونتاج من سيرة مارون بغدادي، السينمائي اللبناني الراحل، مع شخصيات لم توجد الاّ في روايات، تتحرّك في اطار لعبة متوازية. بغدادي وك.، وقبالتهما اسكندر وأنسي وربما يوسف، شخصيات ثلاثية يوسف حبشي الأشقر "لا تنبت (...)
"سألني لا بد أنك تشعرين الآن بوحشة كبيرة. قلت له: الآن لا. ثم أضفت وأنا أضحك لا. منذ ولادتي. ورثتها عن أجدادي". قد تصلح "الوحشة" مدخلاً لقراءة "شتاء مهجور" رواية رينيه الحايك الجديدة "المركز الثقافي العربي"، بيروت والدار البيضاء. الوحشة التي وحدها (...)
فاجأ النائب العام الاستئنافي في بيروت القاضي عبد الله بيطار الرأي العام اللبناني والعربي، يوم الأربعاء 18 أيلول سبتمبر، بالادّعاء على الفنّان مرسيل خليفة بتهمة "تحقير الشعائر الدينيّة"، لادائه قصيدة لمحمود درويش، بعنوان "أنا يوسف يا أبي" من أسطوانة (...)
عندما انكشف ان المخابرات الاميركية تمول "المنظمة العالمية لحرية الثقافة"، اغلق توفيق صايغ مجلة "حوار" التابعة لها وغادر تحت وطأة خجله إلى انكلترا، حيث سكت قبله وهو في مصعد. هذا الموت في زنزانة المصعد الضيقة بدا على نحو رمزي تمثيلاً للعدالة والحصار (...)
زياد الرحباني انقطع عن الشارع، مع انه مادة وحيه الاولى، وهو حذر تجاه الناس جميعاً. هذا ما نكتشفه في الحلقة الثالثة والاخيرة، من الحوار مع الرحباني الابن، وتدور حول قناعاته السياسية وفهمه للكوميديا و... علاقته بالنساء. واذا كان زياد يعتبر الضحك "أفضل (...)
مراهقاً، راح زياد الرحباني يقرأ كتابات ماركس ولينين وتروتسكي، وهو لا يزال إلى اليوم يتساءل "إذا كان ممكناً لكلامهم أن يغدو حقيقة". في هذه الحلقة الثانية من الحوار مع "الابن الشقي" للمؤسّسة الرحبانيّة، يخوض الفنّان في السياسة، ويبسط نظرته إلى الأغنية (...)
هل قرّر زياد الرحباني حقّاً أن يخوض معركة الانتخابات اللبنانية المقبلة في حال حصولها؟ لا يتعلّق الأمر بمسرحيّة جديدة يعدّها الولد الموهوب المشاغب الذي لم يكبر، بل بخبر تتداوله الأوساط السياسيّة والثقافيّة في بيروت بمزيج من الدهشة والفضول، ويتجاوز (...)