بقلم/ عبدالله غانم القحطاني معاناة سعد بن جدلان "رحمه الله" تبدو نتيجة مؤلمة للبيئة التي لم تسعفه ليأخذ مكانته الأدبية التي تتوافق وموهبته الشعرية وفكره وطموحاته الشخصية الإجتماعية. ولا شك أن تفكير ووعي الناس في المحافظات ليست متطابقة، هناك محافظات مثل عنيزةوجدة وصبيا تعتبر متقدمة ثقافياً ومعرفياً، ومتطورة بفكر إنسانها إبن بيئتها. وغالباً ساكنها المثقف المقيم بها أو خارجها متجرداً من الأنا، ويعمل بروح الفريق مع زملاءه لمصلحة المكان وتطويره، وعندهم تجد العلاقات بين المثقف والمسؤول تكاملية. لكن في محافظات أخرى ضمنها محافظة……، ما أن يبرز بعض من رجالها بمستوى ثقافي يمشي الحال، حتى يصيبه فايروز "ألأنا". أنا أولى، أنا أهم، أنا لي الحق، أنا مميز، أنا ساهمت، أنا شاركت، أنا فعلت، أنا أستحق التكريم ولو بوضع إسمي في قائمة الأعيان ومن أصحاب المقعد الأمامي المحجوز ، وكل ذلك لغرض الوجاهة والتشخيص والدعاية عبر وسائل التطبيقات الإعلامية!. حسناً.. المثقفين والصحفيين والأساتذة المحترمين تجدهم أكثر الناس عملاً وعطاءً لمصلحة محافظاتهم وناسهم، متجردين من أي إشارة لعمل الفرد منهم، إذاً هؤلاء هم المثقفين وهم المتعلمين وهم الرجال المخلصين.. أما أن تغادر محافظتك وتهايط بما تمتلك خارجها ثم تطالبها بتقديرك فأنت هنا لست مثقفاً واعياً، بل مهراج يبيع سواليف وحكي ثم ترغب أن يكرمونك بما لا تستحق ولا يمكنك أن تستحق بهذا الحال… هؤلاء الفارغين سخروا أوقاتهم للعبث وظنوا أنهم الأهم والأكفأ.. شيء غريب ، لكنه واقع.. بيت واحد لسعد بن جدلان يجعل مثل هؤلاء في خانة ما تحت الصفر.. يقول : من رافق الطيب شرب صافي المي ومن رافق الهافي جفا الما كفوفه ……… ان إنشدوك الناس احرص على ( الميم ) ماشفت ، ماسويت ، ماقلت ، مدري. ……………….. هل هذا نص أدبي أم شعر أم معلقة أم حكمة؟!!:- يالله ياللي ماخشى غير خوف منك خوف لا شريك له في ملكه لا ولا يُعبد سواه فيك تشخيص البصائر ولك مد الكفوف ياكريم يكرمون الأكارم من عطاه عارف اللي ما نعرف شايف اللي مانشوف خافي سره والاسرار ماهي بتخفاه. السؤال هو لماذا بعض البيئات تعذب مبدعيها وتقتل إبداعهم وتحطمهم أحياء وأموات.. ملك الوصف بن جدلان هو من يستحق تسمية شارع بإسمه في عدة محافظات وليس فقط محافظة بيشة.. سعد رحمه الله أولى من بعض شعراء أزعجتنا أسماءهم وليسوا بسعوديين ولم يقولوا عن بلادنا شيء يستحق تخليدهم.. هل وصلت الرسالة لمن يطلب مالا يستحق؟! .