وجودك يفترض الآخر وبدونه لن تصل إليك، فامتلاكك لكل شيء يجعلك غير قادر على الشعور بغيره، وعندما تفقده فستصبح حالتك منتكسة لأنك فقدته، كأن تشعر بالسعادة المطلقة، وفي هذه الحالة لا يوجد شعور بداخلك غير شعور السعادة، لكن فقدك للسعادة يجعلك تعرف قيمتها (...)
ولدت كغيرها بريئة، وتربت على أن تحقق ذاتها يوما من الأيام، وكانت تمني نفسها أن المستقبل سيكون جميلا مبهجا تحقق فيه آمالها وتصل إلى بغيتها.
كبرت البريئة واقترب موعد تحقيق حلمها، وزاد قلقها دون أن تعرف سببا لهذا القلق، لكنها مازالت تمني نفسها أنه قلق (...)
في أوله قرار بهجرة فعل قمت به، لكنه قد يتحول إلى تأنيب ضمير طويل يهلك النفس، فيصبح مبالغة في تقدير الموقف أكثر من كونه رغبة في الرحيل عنه لغيره، فهو كالمنبه المزعج الموقف للأفعال اليومية الاعتيادية والإبداعية، فيتحول إلى عدو يجب التخلص منه قبل أن (...)
يسعى كل فرد إلى الحصول على الاعتراف من الآخرين، وفي سبيل عمله هذا تجده يفعل كل ما بوسعه أن يعمله كي يصل إلى هدفه، وهذا الهدف هو التعزيز النفسي. يقلق الإنسان جدًا حينما لا يجد غيره قد بادره بالاعتراف والتبجيل، ويبقى على حاله منتظرًا هذه المنحة حتى (...)
ليست الفلسفة كفيلة بالتقدم الحضاري لوحدها كما يظن كثير من قرائها، وليست سبباً في الانفتاح الحضاري لوحدها، بل ليست وظيفتها أن تغير المجتمع وتطوره.
الفلسفة تبحث في الحكمة، والحكمة هنا تعني وضع الشيء في مكانه، وفي سياقها الفلسفي فإنها تعني وضع التصورات (...)
"المعنى ليس محايثًا للشيء، ولكنه الفائض الذي تفرزه الممارسة ويجعل الشيء جزءًا من نسق ثقافي".
سعيد بنكراد.
صدر مؤخرًا كتاب أدبي رائع احترت كثيراً في تصنيفه، لكني أبقيته كتاباً كي يحفظ مكانته التي يستحقها، فيتجاوز كونه فناً فقط، إلى أن يصبح عنواناً (...)
بداخلي حكايات كثيرة يصعب حصرها.. ويصعب علي ترتيبها.. هي بداخلي وقد خلقت بداخلي فوضى عارمة لا أستطيع حدها أو تمييزها.. أحاول جاهداً أن أفتح باباً لخروجها بين الحين والآخر.. لكن محاولاتي تبوء دائماً بالفشل.. تبوء مرة بسبب خوفي من فقدانها وكأن طول (...)
نمارس السرد لأنه يشعرنا بالحرية، الحرية في خلق آرائنا دون تحرج أو تكلف، ويعيدنا إلى طبيعتنا المسلوبة من قِبل العلم ومنطقه، فنشعر مع السرد أننا على قدرة كبيرة من التفاعل والحياة؛ الحياة التي تقتضي أن نولد فيها قدراتنا الوجودية، فنحكي كي نثبت لأنفسنا (...)
الحزن حالة تنتاب الإنسان لأنه فقد، والفقد واسع المجال لا حصر له، فما دام يتولد من الفقد فهو حالة ناتجة من عامل خارجي، وما دمنا قررنا أنه خارجي السبب فهو إما إحساس أو إدراك، وعليه نبدأ في صياغة منظور عميق عنه. مبدئيا؛ يظهر الحزن كعامل سلبي سيئ ينتاب (...)
لا أبالغ إن قلت إن الثراء أصبح معضلة المجتمع الإنساني، وأكبر مشكلة فكرية يعاني منها إنسان الحاضر هي فكرة الثراء، والثراء الفاحش أياً كان مصدره ومهما كانت التنازلات! الكثير من المال والناس والحب والرخاء والصحة والسيطرة والعلم وغيرها من أوجه الحياة، (...)
إذا فعل الإنسان ما يكون ضداً عن نموذجه الخاص والعام فإنه يشعر بما نسميه تأنيب الضمير، أي: عودة البنية الأولى لإرجاع الفرد إليها عن طريق هدم اللاشعور وإيقاظ الشعور، وكأن الفرد كان حالماً وحان موعد استيقاظه! لكن تأنيب الضمير يعمل على الهدم في الغالب، (...)
يجب التنبه إلى ضرورة الفصل بين الحياة الشخصية والاجتماعية، فالشخصية لك أن تفعل فيها ما تشاء وحسابك ليس لأفراد المجتمع دخل فيه، أما حينما تنقل حياتك الشخصية إلى الفضاء العمومي فأنت عرضة للحساب والنقد والعقوبة إن لزم الأمر.
من إشكالات مواقع التواصل (...)
يشير معنى العطاء إلى البذل والتضحية دون تقييد بمردود، وهذا داخل في الفضائل التي ينصح بها كل فرد، وكل متصف بها نجده مذكورًا بالخير في مجموعته، ونقيض هذه الصفة يولد ذكرًا سيئًا لصاحبه وتعزله الجماعة على قدر بعده عن العطاء. العطاء صفة متعدية ولازمة، (...)
يولد الإنسان وحيداً ثم يبدأ بالتعرف على أمه وأبيه إن وجدا، فإخوته ثم يتوسع شيئًا فشيئًا حتى يدخل المدرسة فيتعرف على من لا يشبهونه إلا في الشكل الخارجي، ويتوسع في معارفه طيلة فترة المدرسة حتى يصل إلى الجامعة فيتعرف على من يغايره في الشكل والمضمون (...)
الشعر تسكنه الموسيقى من جهتين:
الإيقاع: الوزن والصوت هو موسيقى خارجية.
اللغة: التناسق بين الكلمات يعد موسيقى داخلية.
والرواية لها موسيقى داخلية هي سرديتها للأحداث، فالتناغم والتجانس بين الأحداث يُعد جسرًا جماليًا بينها وبين المتلقي.
تعمل اللغة على (...)
يرى أرسطو أن العلل حالات ضرورية وأساسية في كل موجود، وقسمها إلى أربع:
* العلة المادية: ما صنع منه الشيء.
* العلة الصورية: ماذا يكون هذا الشيء.
* العلة الفاعلة: من الذي أوجده.
* العلة الغائية: ما الغرض منه.
هذه العلل -كما يؤكد أرسطو- هي أساس كل (...)
لابد ونحن نتحدث عن اللغة أن نعود إلى محاورة كراتيليوس وهي من المحاورات الشهيرة لأفلاطون وكانت عن اللغة، وأفلاطون كان مهتماً بالتعريفات الكلية التي من خلالها يستطيع خلق نسق يجمع فيه الجزئيات المصنوعة من الواقع، واللغة سبيل للوصول إلى أصل الموجودات (...)
يطرح هوسرل فكرة مهمة لتقعيد اللغة كي تصبح كونية، فتُثبِّت أشكال المعنى الضرورية وتعمل على إيضاح ووعي اللغات التجريبية [التي تُعد تطبيقات مشوشة للكلام الجوهري]، وقد استفادت المدرسة التداولية من فكرته هذه وطورتها. بنية فكرته تنطلق من مسلمة مهمة هي؛ (...)
طرح تشومسكي تساؤلات مهمة من بينها؛ ما طبيعة اللغة البشرية وبنيتها؟ وما علاقة اللغة بالدماغ؟ وكيف يبدع الإنسان اللغة وفق قدراته المحدودة؟
ويضاف إلى هذه التساؤلات مجموعة من التساؤلات؛ هل تتموضع اللغة البشرية والكلام داخل الدماغ؟ وأين بالتحديد؟ وما (...)
الفلسفة تعقيد لأمر بسيط لا يستحق كل ما قاله الفيلسوف عنه، لكن المهم أن هذا التعقيد ليس من الفيلسوف بل من الوجود ذاته! الحياة معقدة بشكل كبير، ويصعب جداً التعامل معها بشيء من السطحية، وكلما تعمق الإنسان فيها وطال عمره فإنه يتأكد من هذا نفسياً وحسياً، (...)
في البداية تظهر لنا عدة تساؤلات عن النكتة، ولعل أبرزها؛ هل النكتة حرب نفسية؟ أم عملية نفسية؟
يبدو أن النكتة نظرًا لعامل التخفيف الذي تقوم به أصبحت أكثر قدرة على الوصول إلى أكبر شريحة اجتماعية، فتصبح قادرة على التأثير الأفقي والوصول إلى هدف صاحبها، (...)
كان صاحبنا شاعراً فناناً، وفارساً مغواراً، وطفلاً مدللاً، وعربياً قحاً، ونسوياً فجاً، وابناً عاقاً، وملكاً بلا مملكة، وقائداً بلا جيش، وصاحب تاريخ ممزق، ووعي مبعثر، ولا وعياً فردياً مشتتاً، ولا وعياً جماعياً مفترقاً؛ نحن أمام قصة تحكي لنا آلام (...)
اعتاد البشر على تصنيف غيرهم ووضعهم في نمط معين يتعاملون معهم وفقه، ويصعب جداً تغيير هذا النمط لاحقاً.
ابتكر كارل يونغ أربع وظائف نفسية فطرية هي؛ التفكير، والحدس، والشعور، والإحساس، ودافع عن صعوبة أو استحالة اجتماع نمطين بداخل الفرد في وقت واحد، لكنه (...)
يُخيلُ إليّ أن جمالها من أدلة وجود الله، وأنها تعبر المحيط بعينيها غير آبهة بالغرق، فإغراقها لغيرها بات عملًا اعتياديًا تقوم به على الدوام.
انتصرت مؤخرًا في معركة اجتماعية، كان سلاحها مختلفًا عن المعتاد، سلاح ماظن الإنسان يومًا أنه سيستخدمه لتصفية (...)
يتحول الإنسان بسبب الموت إلى فكرة مطلقة بعد أن كان إنسانًا زمنيًا يشارك في أحداث الحياة اليومية، وهذا التحول يجعل للموت هالة جمالية لأنه اشتمل بكليته على جزئيات مفككة كانت تقاومه عبر السنين حتى ضعفت أمامه فابتلعها وتحقق واقعيًا!
الميت ينتقل إلى فكرة (...)