يسعى كل فرد إلى الحصول على الاعتراف من الآخرين، وفي سبيل عمله هذا تجده يفعل كل ما بوسعه أن يعمله كي يصل إلى هدفه، وهذا الهدف هو التعزيز النفسي. يقلق الإنسان جدًا حينما لا يجد غيره قد بادره بالاعتراف والتبجيل، ويبقى على حاله منتظرًا هذه المنحة حتى تأتيه فيهدأ، وتزيد هذه الحالة حينما يُعترف بمن نظنه أقل قدرًا ومكانة وجهداً منا، فنشعر بالأسى والضيق وشيء من الإحباط الذي قد ينتهي إلى اللامبالاة أو العدمية، أو العزلة الضارة وعدم الثقة بالآخرين. إشكالية هذه المعضلة أنها تسبب حرجًا في البوح بها، فتبقى محبوسة داخل النفس حتى يتولد منها مظاهر مختلفة وقد تكون غريبة، لكن عند التأمل والتدقيق نجد أنها تعود إلى بنية واحدة هي: اضطراب عالمه الخاص. ما فائدة تحصيلك للمال؟ للعلم؟ للسيارة الفارهة والمنزل الفخم؟ ما فائدة أن تسافر وترى العالم؟ ما فائدة أن تحصل على كل ما تريد؟ ما فائدة كل هذا وأنت تشعر أنك لا شيء! لا أحد يريدك لذاتك! لا أحد يحبك! لا مكانة لك في نفس غيرك! ستكون حياتك مريرة مهما تنعمت بهذه الماديات، وهنا يبدو الموضوع مهماً للنقاش والتأمل، إذ كيف بعد كل هذه النعم مازلت أشعر بأني لا شيء؟! لعل أجمل ما في الحياة هو الامتلاء الداخلي الذي يغنينا عن الخارج إلا في أوقات الحاجة فقط، فنشعر بنعيم الروح والنفس المطمئنة، لكن محال أن يحدث هذا وأنت تتابع مواقع التواصل والإعلام والقنوات طوال يومك؛ يستحيل هذا!