في سياق التكون الإمبراطوري للولايات المتحدة الأميركية حالياً، أو «السوبر إمبراطورية»، جرى ويجري ويستمر في الجريان تطوير مفاهيم ونطريات جديدة لاستيعاب هذا التكون المعقد.«الفوضى الخلاقة» أو البناءة، هو المفهوم الأبرز، الذي أطلقته الإدارة السياسية في (...)
في العام 1989 كتب فرانسيس فوكوياما مقالاً شهيراً تحت عنوان «نهاية التاريخ» استنتج فيه يومها أن سقوط المعسكر الاشتراكي وتهاوي الأنظمة الشمولية يفتح الطريق أمام انتصارات الديمقراطية الغربية والرأسمالية وربما يتيح إقامة عالم تحكمه الأنظمة الديمقراطية (...)
ما تعرضت له المجتمعات العربية على مدى الأعوام الثلاثة الأخيرة من اختلالات واضطرابات وانفجارات وصراعات على السطح وأخرى كامنة مقلقة ومخيفة لا يمكن تفسيره بأنه حالة عارضة آنية فقد كان حصاداً مراً هو بالتأكيد حصيلة تراكمات من القصور على قاعدة الإهمال (...)
كما هو معروف فإن الكلمة هي التي حملت جميع الرسالات السماوية والأرضية، كما أن كل الثورات والتغيرات الرئيسية في حياة الشعوب والأمم والبلدان تمت عبر الكلمة التي هي لحمة وسدى كل عقيدة وأيديولوجيا ونظرية ورؤية، وبالإجمال فإن كل فعالية إنسانية نحو التطور (...)
هنالك تحديات كثيرة واجهت بناء الدولة القطرية العربية الحديثة، وارتبط مقياس النجاح الأساسي بقدرة الدولة الوطنية على تلبية متطلبات وتطلعات شعبها وتمثيلها. وليس سراً اليوم انكشاف نموذج الدولة القطرية بعد ثلاث سنوات في مواجهة إعصار ما سميَ الربيع (...)
يحتاج الإنسان في هذه الحياة إلى الأمن والاستقرار والخبز والحرية، وتحتاج الدول كذلك إلى الأمن والاستقرار والخبز والحرية كمقومات أساسية للوجود والتطور، وقد كان العالم منقسماً حول ترتيب الأولويات لهذه المعطيات التي تعتبر ركائز الديمقراطية في العصر (...)
من جديد تواصل الصحافة الأمريكية، تسريباتها عن تغيير الخرائط العربية، الطرق القاسي على وجدان الإنسان العربي وبلا رحمة. فهشاشة اليقين العربي بتماسك نسيجه الاجتماعي وكياناته وصلت اليوم الى أدنى مستوياتها..!
ذلك أن الأذن الشعبية العربية لا تزال تعاني من (...)
بمناسبة مرور ذكرى 11 أيلول أكتب هذا المقال في ظل المخاوف من حرب في المنطقة تبدأ باحتمال تنفيذ امريكا لتهديدها بتوجيه ضربة محدودة لسورية يقابلها احتمال تنفيذ ايران وحزب الله والنظام السوري لتهديداتهم بالرد وتحويل المنطقة كلها الى ساحة حرب حتى لو كان (...)
للكُتبِ مذاقات ونكهات. يتباين بعضها ويتعدّد، وقد تتنافر، أو تتخالط، لتتحوّل إلى روائحَ سحريةٍ، تسلبُ ألباب ظامئي المعرفة وشِعابها. فالبهاءُ، الذي ينضحُ رذاذاً مِن كُتبٍ كهذه على حياة الناس، يتكاتف عليه «جهلةٌ ومستبدّون»، لمعرفتهم بخطورتها وخطورته، (...)
بكلّ بشاعة الفكرة المنشئة لدولةٍ لليهود في فلسطين، التي هي في جوهرها استيطان أوروبي عرقي، لأفراد وجماعات، يدينون باليهودية، في بقعة من الشرق، هي قلب الارض المقدسة، الا انّ الغرق في تفاصيل صناعة تلك الدولة يُعمي، ولا يُري فشل الفكرة أو نجاحها. ولعلّ (...)
عندما تقترن ذكرى ما أسميناه (نكبة) في العام 1948 أي قبل 65 عاماً بذكرى ما أسميناه (نكسة) في العام 1967 أي قبل 46 عاماً تنفجر كل مرارات الهزائم والخيبات المتوالدة والمتولية والتي تتعمق اثارها ومفاعيلها وصولاً الى ما أسميناه الربيع العربي الذي تحول (...)
قبل الزيارة الأخيرة خص الرئيس الامريكي باراك اوباما إسرائيل بزيارة في مستهل رئاسته الاولى وحملت هذه الزيارة تأكيد امريكا للأمر الواقع الاسرائيلي ابتداء من زراعة الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي وتمدده وتواصل سياساته العدوانية بما في ذلك تكريس (...)
قد يكون مرعبا في ربيع هذا العام 2013 مجرد التفكير باندلاع حرب نووية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية التي تعلن ان يدها على الزناد لقصف طوكيو بقنابل ذرية وكذلك قواعد امريكا العسكرية المحيطة بها وصولا الى مدن امريكا نفسها، بالمقابل تملك الولايات (...)
بكلّ وقاحة العدوان الصهيوني الأخير على غزة وبشاعته، فإنّه يعيد الحقائق الفلسطينية إلى أصولها وجوهرها. فليس من الطبيعي ان تُغرقنا التفاصيل المأساوية للعدوان الجديد على الشعب الفلسطيني عن رؤية الأولويات التي ينبغي أن تتصدّر العناية والاهتمام العربي (...)
لا بُدّ من الاعتراف بأنّ الدولة العبرية هي أكبر دولة «مواجهة..!»، في الإقليم كلّه. فهي تملك حدوداً، أو خطوط مواجهة، مع أربع دولٍ عربية، إضافة إلى البحر الغربيّ المفتوح على كلّ المخاطر، ناهيكّ بخطوط مواجهتها مع الداخل الفلسطيني، بتعرّجاته المعقّدة، (...)
تُرى.. ما الذي يجعل الجموع والبحر والمساء تزحف، بحنين وحنان وسكون، في خريف كخريف مدينة عربية كبيروت مثلاً، من أجل الجلوس والإنصات إلى تراتيل خاصة، على هيئة غناء؟
صحيح أن الزمن العربي على مدى عقود طويلة كان مشحوناً ومشوباً بالقلق والغموض. ولكن بعد (...)
ظل الوقف الأمريكي من تطورات الحدث المصري حذراً وغامضاً وملتبساً وذلك منذ بداية الثورة الشعبية المصرية مروراً بكل الاستحقاقات والتطورات السياسية المتتالية وآخرها وذروتها انتخاب الشخصية الإخوانية محمد مرسي رئيساً للجمهورية المصرية. ولا يحتاج أيّ مصري (...)
يحلو للغرب الرأسمالي «الغالب» أن يُحدّد، سياسياً، جِهات العالم الأربع مِن موقعه، فيكون الشرق، بالنسبة إليه «أقصى وأدنى وأوسط». وكذلك يفعل، في تصنيفه للإمبراطوريات، حين يكون قلقاً، لا غالباً ولا مغلوباً. فتصبح الصين «إمبراطورية وسطاً»، باعتبار العالم (...)
الأجيال العربية الناشئة يتفتح وعيها ورؤاها على فوضى معرفية صاخبة، فلا تجد أمامها من «التماسك» سوى «عقائد» و«ايديولوجيات» جامدة، تقدم لها العالم والحياة برؤى وإطارات ضيقة، لا تكفي، في أحسن أحوالها، لإدراك كنه ما يستهلكه الشاب الناشئ في حياته اليومية، (...)
في الأزمان الرخوة، كتلك التي نعيشها، تتزايد الحاجة للعودة الى تقليد ثقافي عريق، قوامه الأساسي نقد التناقضات والصعوبات، التي يعاني منها الانسان في المجتمعات الصناعية المعاصرة، بما في ذلك المجتمعات المتشكلة على هوامشها وأطرافها. وهو تقليد ثقافي شكّل (...)
بين جغرافيا الفكرة البريطانية، وبؤرتيها الاساسيتين، في فلسطين وباكستان، يجري اليوم اعادة إنتاجها وترميمها، واستدراك ما فشل من عناصرها، كما يعتقدون. وهي جغرافيا اختار لها ورثة الغزاة الجدد اسم الشرق الاوسط الكبير
لم تعترف الدول العربية، المستقلّة (...)
لا تشبه الأزمة الأخيرة بين النظام السياسي في الأردن وحركة"الإخوان"، غيرها من الأزمات السابقة بين الطرفين. وكانت جمعية"الإخوان المسلمين"حصلت على ترخيصها الرسمي في شباط فبراير 1946، عشية استعداد الأردن لنيل استقلاله بعد ثلاثة اشهر من ذلك التاريخ. (...)
تضج ساحات السجال الشعبية العربية بالمخاوف والهواجس، على خلفية ما يحدث في الإقليم العربي المشتعل، بعد أن عاد هذا الإقليم إلى التحول من جديد إلى "ساحات.."، وأي ساحات. فبين هواجس "عودة الاستعمار.." من جديد، وإن بأشكال مختلفة، والتي تغذيها أكثر من حالة (...)
سيناء، لا شيء قبلها ولا بعدها. مركز ثقل الأمن والسياسة في آنٍ معاً. باب الغرب العربي، الموصد على مشرقه، بقلعة الغرب الأوروبي «اليهودية... إسرائيل». «بافر زون..» ثانية، لا بين أجزاء الجسد العربي فحسب، بل بين الدولة القلعة وبين ما يهدّد أمنها. صحراء (...)
* هل حقّاً أنّ "الجماهير.." لا تفهم لغة العقل؟، كما يقول "غوستاف لو بون"، عالم الاجتماع الفرنسي الشهير، في كتابه "سيكولوجية الجماهير.."، الصادر قبل أكثر من مئة عام.
يُقال إنّ الشعارات والكلمات الرنانة لها سطوتها على عواطف الناس، والأوهام لها (...)