أكد عماد الفارسي، الخبير المتخصص في المشاكل الزوجية والاجتماعية والأسرية، ل(الرياض) أن الرهاب الاجتماعي يُعد من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا، ويتمثل في خوف مفرط من نظرة الآخرين وتقييمهم، ما يدفع المصاب لتجنب المواقف الاجتماعية والانعزال عن المجتمع. وأضاف أنه وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن 7% من سكان العالم يعانون من هذا الاضطراب، فيما تشير دراسة محلية إلى أن 15% من المراهقين في المملكة تظهر عليهم أعراضه بدرجات متفاوتة. وقال إن مظاهره تتعدد بين تجنّب الحديث، الارتباك، تسارع ضربات القلب، التعرق، وصعوبة التركيز أمام الآخرين. وغالبًا ما يُساء فهمه باعتباره خجلًا طبيعيًا، بينما هو اضطراب نفسي يحتاج إلى تدخل متخصص. وبيّن أن الرهاب الاجتماعي لا يقف عند حدود الخوف، بل قد يقود إلى تدني التحصيل الدراسي، وضعف الثقة بالنفس، وانخفاض الكفاءة الأكاديمية، وقد يعوق مستقبل الفرد المهني والاجتماعي. وتطرّق إلى الدراسات النفسية مشيرًا إلى أن هذا الاضطراب قد يكون مرتبطًا باضطرابات أخرى، مثل الاكتئاب واضطراب القلق العام، أو حتى اضطرابات في الشخصية كالشخصية التجنبية، مما يزيد من تعقيد الحالة إن لم تُعالج مبكرًا. الوقاية تبدأ من المنزل وأشار إلى أن تعزيز ثقة الطفل بنفسه، والاستماع له دون تقليل من مشاعره، وتشجيعه على التفاعل مع الآخرين، خطوات أساسية للوقاية. كما يُعد دور المدرسة محوريًا في ملاحظة السلوكيات الانسحابية، وتوجيه الأسر نحو الدعم المناسب. وعن العلاج، قال: نعم، هو متاح ونِسب التحسّن مرتفعة، حيث يُعد العلاج المعرفي السلوكي (CBT) الخيار الأنجح بنسبة تحسّن تصل إلى 75%، وقد يتطلب الأمر دمج العلاج الدوائي في بعض الحالات بإشراف طبي. وختامًا قال إن الرهاب الاجتماعي ليس ضعفًا، بل نداء للوعي والدعم. فكلما بدأنا مبكرًا، أمكننا إنقاذ مستقبل قد يُهدر في صمت.