الأبناء هم قناديل الحياة، ضحكاتهم رنين الذهب وطفولتهم بهجة النفوس.
ترى الأم عائدة من عملها وقد أدركها التعب وأخذ منها الإرهاق كلّ مأخذ وفي طريق عودتها إلى البيت عندما يحكي لها طفلها ببراءة عن صديقه الّذي أغضبه، أو رأت في عينيه دمعة حزينة لأنّه تعرض (...)
كلّ عمل لا يصحبه الشعور بالمتعة يكون مملاً، وغالباً ما يتوقف الشخص عن أدائه إذا تسنى له ذلك، وإذا تأملنا في سلوك بعض من يتهربون من مسؤولياتهم المهنية أو الوظيفية سنلحظ أنّ العامل المشترك بين هؤلاء في غالب الأحيان هو انعدام الشعور بالمتعة، وهذا ينطبق (...)
عندما يأتيك الوجع من مكنون ذاتك، فحتماً سيكون هو الأشدّ إيلاماً مِن أيّ ألَمٍ، لأنّك مهما حاولتَ تجاهلَه فلنْ تستطيع، كذلكَ عندما تفني زهرة عمرك لتؤدي أنبل رسالة بعد رسالة الأنبياء، ثمّ تُفاجأ بمَنْ كان تلميذك بالأمس يقف اليوم بكلّ صلفٍ أمام وسائل (...)
إننا نعيش عصراً مذهلاً، كلُّ شيءٍ فيه خاضعٌ للتطور وفق متتالية هندسية (16،8،4،2) ليس في الحقل التقني فحسب، بل إنَّ هذا التطور اكتسح طوفانه الإنسانَ بكلِّ تفاصيله، وكلِّ ما يتعلق بحياته، والواقع أنَّ مَنْ يدفع بهذه الموجة المتمردة، ويدير دفة آلتها (...)
عرف أهل اللغة الحياء بأنه التوبة والحشمة، قال جرير:
لولا الحياءُ لعادني استِعبارُ ولزرتُ قبرَك والحبيبُ يُزار.
والحياء خلق كريم يمنع صاحبه من فعل القبيح والتقصير في حق الغير، والإسلام حثّ على الحياء وجعله شعبة من شعب الإيمان العليا، وفي الحديث (...)
مع نبض العصر المتسارع وما صاحبه من ضجيج الآلة، وتلك الأسلاك الشوكية التي تحاصرنا بها التقنية من كل اتجاه، وولع الإنسان بتحقيق الزيادة فيما يرغبه بالقفز لا بالخطو، كل ذلك وما شابهه جعل من القلق والتوتر وسرعة الغضب ملامح إنسان هذا العصر، وتتساقط (...)
ذكر عالم النّفس ألكسيس كارول قصة وقعت له مع ابنه (تيل) ذي السنوات الثلاث، وسأترك لكم التعليق عليها.
«كنت مع ابني (تيل) في أحد المخازن الكبرى ببرلين عندما استولى عليه عناد لا يُقهر، فبعد أنْ كان مستكيناً وفضولياً برهةً، أخذ فجأةً يشُدّ يدي بوحشية (...)
قُلتُ في حديثي السابق: إنَّ التربية بالتقليد والإيحاء تلائم مرحلة الطفولة المبكرة، وإذا استمرت إلى ما بعدها من مراحل النمو فسينشأ عنها قهرٌ فكري يُفقد الابن توازنه النفسي والعقلي.
فهؤلاء الناشئة الذين تعرضوا إلى حالة القهر الفكري إذا ولجوا مرحلة (...)
أودع الخالق سبحانه في الإنسان غريزتي الإيحاء والتقليد، وهما صنوان متلازمان، فالإيحاء تقليد عقليّ، والتقليد إيحاء حركيّ، ولا غنى عن التربية بالإيحاء والتقليد في مراحل الطفولة المبكرة، فبهما ينقل الكبار خبراتهم إلى الطفل فيتكون الأساس الذي تنبني عليه (...)
أودع الخالق سبحانه في الإنسان غريزتي الإيحاء والتقليد، وهما صنوان متلازمان، فالإيحاء تقليد عقليّ، والتقليد إيحاء حركيّ، ولا غنى عن التربية بالإيحاء والتقليد في مراحل الطفولة المبكرة، فبهما ينقل الكبار خبراتهم إلى الطفل فيتكون الأساس الذي تنبني عليه (...)
كنت أستند إلى كرسيّي القديم الذي فتحتْ فيه أخلابُ الزمن القاسية ندوباً غائرة في جسده الجميل، فخطر لي أنْ أعالجه من تشوهاته امتناناً لصبره وحضنه الحنون الذي طالما احتواني دفؤه، فقررت أن أَكسيه حلة بهية أصنعها بيدي، خصوصاً أني ورثت حبّ الخياطة وابتكار (...)
عبّر كثيرٌ من الأدباء والشعراء عن عمق انتمائهم للغة الضّاد، وأظهر بعضهم تخوّفاً على مستقبلها لِما رأوه من ازدراء بعض أبنائها لها وتحوّلهم إلى لغة أجنبية، فها هو شاعر الّنيل يعاتبهم على لسان العربية فيقول:
أَيَهْجُرُني قَوْمي عَفَا اللهُ (...)
الأخلاقُ بذور، والنفس تربتُها التي فيها تحيا وتترعرع وتؤتي أُكُلها كل حين بإذن ربها محبةً وأمناً وسلاماً.
ولكي تنمو هذه البذور وتزدهر لا بد لها من ماء يرويها، وماؤها نهر جارٍ من القيم ومكارم الأخلاق، ينبع من قلب أمٍّ، وبصيرة أبٍ، فإذا ما شبَّ الطفل (...)
الأخلاقُ بذور، والنفس تربتُها التي فيها تحيا وتترعرع وتؤتي أُكُلها كل حين بإذن ربها محبةً وأمناً وسلاماً.
ولكي تنمو هذه البذور وتزدهر لا بد لها من ماء يرويها، وماؤها نهر جارٍ من القيم ومكارم الأخلاق، ينبع من قلب أمٍّ، وبصيرة أبٍ، فإذا ما شبَّ الطفل (...)
هو أحد فروع علم التنمية البشرية، نشأ بعد الحرب العالمية الثانية، وانتشر في كثير من البلدان خصوصاً تلك التي هُزِمت وعانت اقتصادياً واجتماعياً، ويهدف إلى الاستثمار في الإنسان، فهو مَنْ سيقود التنمية، وقد لُخِّصت فلسفة هذا العلم في صورةٍ، يظهر فيها (...)
لا أدري ما الذي يُغري الكبار على خداع الأطفال والكذب عليهم، فإنْ كان السبب هو فارق السنّ والنضج العقلي فقريباً سيصبحون كباراً وقد يتفوقون عليهم عقلياً ومعرفياً، وإنْ كان الدافع هو اعتقادهم بأن الطفل سيكبر وسينسى فقد أخطأوا في حقّ أنفسهم وحقّ (...)
يصدف أحياناً أن تكون في مجلس به لفيف من الأصدقاء يتحدثون حول موضوع معين وكل يُدلي منهم بدلوه ثم ما يلبث هذا النقاش الذي بدأ رزيناً أن يتحول إلى صراع ديكة، فتنتابك الحيرة من تبدُل حالِهم وتحول لغة حديثهم.
لقد أصبح الحوار الذي يهدف إلى الانتصار للنفس، (...)
الجمال كلمة ما إن ننطق بها أو تقع عيوننا عليها حتى تجتاح أذهاننا معان كثيرة وصور لأشياء شتى، وهو سر ّمن أسرار الحياة، والإحساسُ به وتأمُله من أجَلّ النّعم وأكرمِها، فهو طاقة إيجابية أودعها الخالق سبحانه في كل شيء، ولكي تنتقل هذه الطاقة إلى ذواتنا (...)
كلنا نقرأ قول الله تعالى في سورة يوسف: «فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ».
بينما وصف الله تعالى كيد الشيطان بأنه ضعيف، قال تعالى في الآية 76 من سورة النساء: «الذين آمنوا يقاتلون في (...)
هل من الطبيعي أن الأشياء عندما تكون رخيصة تفقد قيمتها الحقيقية؟ وهل الخدمات الرقمية المبهرة التي ما حلمنا بها يوماً فقدت دهشتها بعد أن أصبحت بين أيدينا؟
قبل سنوات تمنينا من «هؤلاء» أن يبتكروا وسيلة أسهل من البريد الإلكتروني، وأرقى من الرسائل النصية، (...)
إنّ الأمر لم يعد هيناً، فقد تجاوز كل حدود العقل والمنطق والأخلاق، ولو قُدّر لهذه البراميل المصطّفة كالحرس أمام بيوتنا أن تدّب فيها حياة لسفحت الدمع الغزير، ولتدحرجت صوب البر أو لألقت بنفسها في عرض البحر كي لا تُشهد الله على ما يقترفه هؤلاء القوم من (...)
عندما يمتلك إنسانٌ عقلاً مدركاً، وقلباً واعياً، وضميراً يقظاً، وتكون لديه الكفاءة الأخلاقية والنفسية، التي تؤهله لكي يستوفي دوره في التنشئة، يصبح جديراً بلقب مربٍّ.
وحين يُدرك هذا الإنسان أنَّ أولى أولوياته هي تأمين الحاجات الضرورية للحياة، تلك (...)
في كتاب «دع القلق وابدأ الحياة» ل «ديل كارنيجي» جذبتني كلمة «دعْ» فكانت هي المحفز الأهم لقراءة الكتاب، فالكتب التي تناولتْ النّفس وما يعتريها من تقلبات وأحوال كثيرة وإنْ كنت ما قرأت منها -إلّا اليسير وبضع مقالات- وجاء جلّها مكتوباً بلغة علمية لا (...)
ما نزرعه اليوم سوف نجنيه غدا، وكيفما نسقيه سيؤتي ثماره على شاكلة سقيانا. فنحن في هذا الوطن كالبذور التي تناثرت على أديمه، وتناسلت من خيره، واستمدت طاقتها من ضياء شمسه، وارتوت من ينابيع مائه، تجذرت في أعماقه، فامتدت أغصانها وارفة تعانق سماءه، تنحني (...)