هو أحد فروع علم التنمية البشرية، نشأ بعد الحرب العالمية الثانية، وانتشر في كثير من البلدان خصوصاً تلك التي هُزِمت وعانت اقتصادياً واجتماعياً، ويهدف إلى الاستثمار في الإنسان، فهو مَنْ سيقود التنمية، وقد لُخِّصت فلسفة هذا العلم في صورةٍ، يظهر فيها حصان، يجرُّ عربةً لتقولَ للناس: إن الأمر الطبيعي أن يقود الإنسان التنمية وليس العكس. ووُضِعَت لذلك استراتيجيات تقوم على تعزيز الإرادة لدى الشخص، واستخراج طاقاته الكامنة، واستنهاض همَّته، ووضعها في مساراتها الصحيحة التي تدعم ذاك التوجه بطرق وأساليب نظرية وعملية، يأتي على رأسها التدريب الذي يركِّز على تعزيز ثقة الفرد بذاته بإبراز صفاته الإيجابية، فتتغير قناعاته السلبية تجاه نفسه، ويتحرَّر من عقدة الشعور بالنقص، ويؤمن بقدراته. إن الإنسان كائن متطور بفطرته، لكن الأساليب الخاطئة في التنشئة، والبيئة المحبِّطة، وبعض الظروف، هي المسؤولة عن نظرته تجاه نفسه والآخرين، فقد تكون سبباً في فقده تقديرَ ذاته، وثقته في نفسه، فينبهر بما عند الآخرين، ويشعر تجاههم بالكراهية، أو الحسد على الرغم من أنه قد يمتلك ما لا يمتلكونه من مواهب وقدرات. هذه المشاعر وغيرها تُختزن في اللاشعور لتظهر فيما بعد على هيئة انفعالات، تتحول إلى سلوك، مثل التقليل من شأن الناجحين، والتعصب للرأي، والعناد، والعنف، واللامبالاة، والقناعة بأقل منجز، وعدم الاكتراث بالمنافسة الإيجابية، ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل قد يتجاوز ذلك الأثر إلى أن يستغل الشخص مركزه وسلطته فيسرق، ويرتشي، ويظلم، دونما رادع أخلاقي، أو ديني. إن العمل على تطوير الذات ضرورة ملحَّة لكل مواطن في هذه البلاد، وبلا استثناءات، فهي المرتكز لأي تنمية مُرادة، ولتحقيق ذلك فالأمر ليس صعباً، فهناك مئات الكتب والمواقع الإلكترونية التي تزخر بالدرر في هذا المجال، التي إنْ توجَّهت إليها بجدية فلن تحتاج معها إلى الحضور إلى قاعات تدريبية إلا في نطاق ضيق جداً.