كلّ عمل لا يصحبه الشعور بالمتعة يكون مملاً، وغالباً ما يتوقف الشخص عن أدائه إذا تسنى له ذلك، وإذا تأملنا في سلوك بعض من يتهربون من مسؤولياتهم المهنية أو الوظيفية سنلحظ أنّ العامل المشترك بين هؤلاء في غالب الأحيان هو انعدام الشعور بالمتعة، وهذا ينطبق على أي فعل أو عمل يمارسه الإنسان سواء كان بدافع شخصي أو بطلب من آخرين، كأن يكونوا أشخاصاً أو مؤسسة أو جهة. فإذا استطعنا أنْ نحصل على المتعة أثناء ممارستنا لأفعالنا ووظائفنا فإّننا سنحقق الكفاءة في الأداء، والقيمة في المنجز. والأهمّ من ذلك أنّنا سنمضي جلّ أوقاتنا ونحن سعداء ومسرورون بأنفسنا. وهناك عوامل إذا توّفرت كلّها أو بعضها تحققت المتعة، من أبرزها: أن يكون العمل محببًا إلى النّفس ومنسجماً مع ميول الشخص وتطلعاته، كذلك عندما ينال الشّخص احترام وتقدير الآخرين، أو عندما تتحرك في وجدانه قيم نبيلة كان قد اختزنها في طفولته وقد آن الأوان لكي يترجمها إلى أفعال تكون لها آثار طيبة على الآخرين كإدخال السرور عليهم، كما أنّ وجود من يتشوق لنتائج عمله، والشعور بالرضا وغياب السخط، والثقة في النّفس، وحبّ من يعمل معهم، وتحقيق مكاسب مادية أو معنوية أو كليهما، كلّ ذلك من مسببات حدوث المتعة، وحبذا لو استطاع الشخص التوفيق بين عمله وممارسة هواياته لأن في الأخيرة مجالاً للتخلص من الآثار السلبية للضغوط، وبعث طاقة إيجابية تولّد لدى الشخص شعوراً بحبّ العمل والإقبال عليه بشغف. وعلى الرغم من أن الإنسان متقلب المزاج بطبعه وأنه معرض لتبدل الظروف وتغير الحال، وهذا يؤثر على مشاعره وأدائه، إلّا أنّه سرعان ما يعود إلى طبيعته إذا استقامت له الظروف واعتدل المزاج. إنّ المتعة هي شعور بالفرح يجب أن يصاحبنا في أيّ عمل نقوم به لأنفسنا أو لغيرنا، وهي السبيل لمنع الضجر من أن يتسلل إلى نفوسنا فيعوقها عن تحقيق مرادها.