بينما تركضين أيتها الساذجة خلف سراب، هناك من فتح لك قلبه ووضعك فيه.
أحبك بصدق، كان لك سند، لم يهرب من أي مواجهة.. انتظر طويلاً، أحب بصمت، راقب بحياء.
إنه يتنفس حين تبتسمين، ينام حين تنعسين.
حافظ على مسافة لا يتعداها، ووزن كلماته قبل أن يقولها.
لا (...)
هذه الرسائل يُحملني أصحابها معروفاً حين يبعثون إلى تهنئتهم بالعيد. لكنني أفتقد الرسالة الصادقة غير المكررة، المرسلة لي لا لغيري.
وحين أتناساهم متعمدة، مختبرة لقلوبهم، أكتشف بأن النَّاس أصبحوا يرسلون بطريقة آلية لا لشخص محدد وإنما للكل.
وحين أغيبُ عن (...)
كقطعة شوكولاتة منسية في جيب طفل نائم.. كانت أيامنا..
أنفاسًا مكتومة، وأجواء خانقة، وحرارة تجاوزت الخمسين مئوية.
لا للسفر بحضرة كورونا، لا للزيارات أو التجمعات..
حياة رتيبة مرّت ثقيلة على النَّاس..
لم يدر بخلد أحدهم أن الموت أصبح قريبًا، لكنه هذه (...)
بعض الحُب جنون خارج عن إطار الزمان والمكان..
ينعش القلب، يعطيه الأمل، يزوده بالحنين..
ينتشله من براثن هذا العالم الكئيب، المريض بكورونا..
أُسافر إليه بكل جوارحي، أحني رأسي وأنتزع كبريائي..
أبتسم وتلمع عيني فرحاً وجزعاً أن لا تكون جزيرتي هي المنفى، (...)
الذين صعدت أرواحهم إلى السماء طيبون، غابوا بهدوء وماتوا بسلام.
تتفتح الذكريات حين ننام ليختلط الواقع بالخيال، والرؤى بالأحلام.. يخفق القلب ألمًا ويقف العقل عاجزاً.
الطيبون يرحلون سريعاً قبل أن نودعهم، ليتهم أخبرونا كي نعانقهم، أو نصافحهم، أو (...)
كنت تنتظر الوقت المناسب فقط، وكل يوم تحضر نفسك للنطق بها وتحريرها من بين شفتيك، ولكن فات الأوان عن التلفظ بالكلمة المحبوسة في فمك سنيناً لتقولها.
الحب والكره، الاعتراف بالخطأ والاعتذار، اللقاء والوداع، كل هذه المشاعر مدفونة في صدرك للأبد.
لماذا تأتي (...)
جاء الصيف يلهب مشاعر الفقد أكثر عند من أشتاق أن يعود ولكنه لا يقدر.
عجلة الزمن تدور وتمضي الأيام كلمح البصر.. بعض الأشياء التي تسعدنا ما عادت لتسعدنا، وبعض من رحلوا دومًا بأعيننا.
تشتهي أن تقول شيئًا فتتوقف، تتذكر سيلًا من المشاهد والصور والأماكن.. (...)
كشهاب أضاء عتمة الليل ثم اختفى.. يغيب وحين يحضر يضيء الدُنيا.. يختبر محبتي وهو يعلم أنه في سويداء القلب.. حبه يكبر في غيابه، ويزيد عند لقائه.
أيها الغائب المراوغ كزئبق هلاَّ رأفت بتلك العيون التي ترقب قدومك كل شهر، وتعد الثواني.
في قلبي أنت، مهما (...)
تأكل الطعام بشراهة، ترتاد الأسواق ليس لحاجة بل للشراء فقط، تطلب من الشرق والغرب عبر حاسوبها والمزيد من الكماليات، تشتري لتأكُل، ترتدي أغلى الحلل، تقطع روتينها بمزيد من الطلبات، لا تعرف الكلل أو الملل، تقطُنُ في قصر كبير لا تخرج منه أبداً، كل من (...)
لا شيء يشبه صمتي رغم شوقي الذي أداريه عنك، حتى هذه الجذوة أخمدتها كي لا تُعيدني إليك من حيث لا أشعر.
قلبي تعتصره يد خفية كلما اقتربتُ منك، أبدو غريبة حين أتراجع عن طريق لا تسلكه.. أتردد فأضع قدمي في أرض جرداء، أعلم أن المطر لن يزورها مهما تراءى لي (...)
مثل أي جماد لا يشعر بشيء، يسمع صوت أنفاسه، يمد يده..
يخرج لسانه ليغرف من قلبه، يضيع الكلام.. ينسى!
يلف حول نفسه يُسمِعُها ثم يصمت..
لم يكن بحاجة لمن يسمعه، أصبح يتحدث بهمس ثم انقطع صوته.
عيونه تحكي كل شيء، حين تدمع يعرف بأن ثمة شيئاً غص به، آلمه ثم (...)
لم تكن شجرة عادية علَّقتُ عليها بعض هواجسي وسرحتُ بأفكاري بعيداً خلف الشمس..
لم تكن أطياف الشفق إلا إغفاءة حلم، تنهيدة المُتعبين يُطلقونها في الفضاء الرَّحب.. يزرعون الحُبَّ، ينامون في أمان، قلوبهم طيِّبة، يحصدون الثناء.
البساطة والغِنى رُغم قِلَّةِ (...)
حين يُسدى إليك معروفًا فإنك تبادر لشكر ذلك الإنسان الذي لم ينسك، تحمل له المودة والتقدير، وتسعى بأن تخدمه متى ما سنحت لك الفرصة.
البعض لا يشكر ولا يعتبر خدمتك له سوى واجب عليك إتمامه.
وهُنا تبدأ العلاقة بالتراخي ثم الجفاء يعقبها المقاطعة لذلك الشخص (...)
غيب الموت صوتًا عذبًا لطالما سمعناه يشدو بكل جميل، رحل في سن مبكرة، إثر حادث سير فجع الناس؛ لأنهم حفظوا معظم أعماله، ربما عن ظهر قلب.
ومن منا لم يسمع ب»فرشي التراب»، «أمي فلسطين»، «أقبلت يا رمضان الخير مشرقة»؟!
إنك لتدرك شدة عنايته باختيار القصائد (...)
هل لمست يد ميتٍ من قبل أو صافحته؟!
إنَّها تمامًا كيَدِهِ، لا روح فيها كي تشُدَّ على يدك.. إنَّها باردة برودة الثلج مُرتخية.
هكذا يُقابل الشوق عند بعض النَّاس، إِنك تصافحهم بحرارة وأنت بالكاد تُمسك بأطراف أصابعهم وكأنَّ هذه اليد أُصيبت بالخدر (...)
حين كُنت أشاهد إحدى المحطات الفضائية، شدني الشريط الإخباري في أسفل الشاشة، وفي زاويته يُعرض شريط آخر لتفسير بعض الرؤى، التي أعتبر معظمها أضغاث أحلام، ومن تكتب تفاصيلها غارقة في الفراغ، فمعظم المُرسِلات نساء، يشرعن في كتابة أدق تفاصيل ما يرينه في (...)
نحتاج لعزلة عن الناس الذين لا يروننا إلا بعين السخط.. بينما يرانا من لا يعرفنا بعين الرضا.
نضيق من الروتين اليومي الذي لا نفرق بين أيامه إلا بتعاقب الليل والنهار.
نحزن حين نغيب فلا يفقدنا أحد.. حين نحاول ولا يمسك بأيدينا بشر.
حتى الفرح قد نخبئه (...)
بين عقل وعاطفة، وذكريات الطفولة، شيء من الحب الذي ملأ قلوبنا، وتشربنا حتى الثمالة.
كنا على يقين بأن هذه المشاعر لن تتغير أو تنكسر، وستنمو كلما كبرنا.. لكننا كبرنا وأصبحنا نرى الأمور بعقلانية أكثر، ونضج أعمق.
هذه التركيبة البشرية عبارة عن مجموعة (...)
في بعض المجالس يتساوى الإنسان مع قطعة الأثاث التي بجانبه ، فالصمت سيد الموقف ، تأتي لمناسبة أو اجتماع وأنت تُمني نفسك بأن للعلاقات الحقيقية أثراً وبأنك ستقابل أُناساً حقيقيين ليس عبر شبكة إنترنت ، تكتشف بالنهاية بأن الروتين سرق لسان البعض ، وبأن (...)
تأملتُ وجه الطفلة التي كُنتُ أسكُبُ لها القهوة بنفسي، وأُقدِمُ لها الحلوى، لقد كانت تضعُ أحمر شفاه كالذي وضعته، وكنتُ للتو اشتريته.
حين كُنتُ في مثلِ سِنِّها لم أكُن أجرؤ على وضع أي شيء يتعلق بالزينة ككحل وحمرة، وكُنَّا نُنهر عن دخول مجلس النساء (...)
ماذا أكتب عنك يا حُبِي و يا أملي؟
بحضورك يبتسم قلبي، ويترقرق دمعي!
يحتضن الفرح نفسي، ويُحاربُ يأسي.
وجودك في حياتي نعمة أشكر عليها ربي.
وحين تغيب يعشعش الهم في صدري
يقتات على صبري.
تسود الدنيا في عيني، وتُغلق في وجهي.
فأنفث في كفي وأمسحُ بدني، (...)
في نصها «بوح أنثى» تسعى بأسلوب هادئ إلى استمالة القارئ، واستدراجه نحو فضاء نصها، لتوقفه أمام مشهد إنساني معبر.. يتمثل في رؤيتها ل«الرجل .. الإنسان» الذي تسعى إليه، إلا أنها توده أن يكون رمزاً للصدق والمعاني الجميلة.
في نص «بوح أنثى» مشروع تأملي تعيد (...)
كنا نجلس في مكان واحد، وبجوار بعضنا بينما لم تتفوه بكلمة واحدة، وكانت مبتسمة طوال الوقت!
قُدّمت لنا القهوة العربية والحلوى، وهو بين يديها لا تنفك عنه، تداعبه بصمت وخجل.
فتارة تضحك بصوت ملفتٍ، وتارة تقطب جبينها، ويتضح القلق بين عينيها، وفي تعابير (...)
يبحث عن ملامح وجه مألوف بين القادمين، يتفحصُ جيداً، ينتظر طويلاً، ثم يعودُ إلى منزله خائباً يجرُّ قدميه.
يجلس أمام المدفئة يفرُكُ يديه طلباً للدفءِ، يحتسي الشاي مع قطعة كعك يغمسها بحركة لا إرادية..كُلُّ النَّاسِ يمُرُّ من هُنا ، لابد أن أجده ، كان (...)
الأجهزة الذكية تكاد لا تفارقنا، أصبحت هي حياتنا، وشبكات التواصل الاجتماعي هي نافذتنا لرؤية العالم. ومع إدمان الجلوس عليها أصبحنا منعزلين عن عالمنا الحقيقي، متظاهرين بالسعادة، مستعرضين لروتين حياتنا بقالب جميل. قناع نخفي به أدق التفاصيل من خلال شاشة (...)