لم تكن شجرة عادية علَّقتُ عليها بعض هواجسي وسرحتُ بأفكاري بعيداً خلف الشمس.. لم تكن أطياف الشفق إلا إغفاءة حلم، تنهيدة المُتعبين يُطلقونها في الفضاء الرَّحب.. يزرعون الحُبَّ، ينامون في أمان، قلوبهم طيِّبة، يحصدون الثناء. البساطة والغِنى رُغم قِلَّةِ ذات اليد، الابتسامة لا تفارقهم. (من بين الكثبان).. في قلب الصحراء واحةٌ غنَّاء تقصِدُها الطيور والمواشي، تشربُ من نبعٍ صافٍ، لا تكدره كثرة الأنفاس.. يتحلَّقُ النَّاس ويشربون القهوة والشَّاي، وفاكهة الشِّتاءِ تتوسطهم وشبَّةُ نار.. في ليالي الشِّتاء يحلو السَّمرُ مع الأحباب. أنفاسُ الليل تبدو هادِئة، وعيونه وادعة، والنُّعاسُ يبدو كلِّصٍ يسرِقُ لِحاف. التأمُلُ في النجومِ متعةٌ أخرى وتقليب النَّظرِ مرَّةً أُخرى في السَّماء. رِحلةٌ برِّيَّة أو سَمِّها كَشْتَة بِالعَامِيَّة تنفضُ عناءَ الأيَّام، وتُنعِشُ رِئتَيك بِهواءٍ مُتجدد بعِيداً عن أجواءِ المدينة الصاخبة وقبضة الروتين. سأظلُّ مُمتنَّة لتلك الصورة التي نقلتني إلى قلب الصحراء دون أن أبرح مكاني أو أُحَرِّك قدمَيَّ.