هذه الرسائل يُحملني أصحابها معروفاً حين يبعثون إلى تهنئتهم بالعيد. لكنني أفتقد الرسالة الصادقة غير المكررة، المرسلة لي لا لغيري. وحين أتناساهم متعمدة، مختبرة لقلوبهم، أكتشف بأن النَّاس أصبحوا يرسلون بطريقة آلية لا لشخص محدد وإنما للكل. وحين أغيبُ عن السؤال فأنا المُلامة لا محالة، وحين أغفل عن رد رسالة ما فعلي الاعتذار. حين يصبح الكلام مجرد نسخ ولصق لرسالة مستهلكة تتحاشاها الأعين، ويكون مكانها الصحيح سلة المهملات. الرسائل تعبر عن روح كاتبها، ومرآة لما يحمله في قلبه من حُب وود.. لذلك لا يمكن لشخص ما أن يبوح بما في نفسه لعزيز ثم تصله بالخطأ من مُرسل قرر أن يرسلها للكل.