هل لمست يد ميتٍ من قبل أو صافحته؟! إنَّها تمامًا كيَدِهِ، لا روح فيها كي تشُدَّ على يدك.. إنَّها باردة برودة الثلج مُرتخية. هكذا يُقابل الشوق عند بعض النَّاس، إِنك تصافحهم بحرارة وأنت بالكاد تُمسك بأطراف أصابعهم وكأنَّ هذه اليد أُصيبت بالخدر والعجز. طريقة استقبالك للآخرين تكشف مدى المحبة بينكم من خلال هذه الكف الممدودة، صافح بحرارة الشوق الذي تلمسه من مُصافحك، لا تنقل إليه برودة الجليد الذي يسكنك. لا يزال البعض يشتاق، وتتحرك مشاعره حين تلتقيه، وقد يحتضنك في غمرة الفرح الذي أتى به ليُسلم عليك. احترم هذا الحُب وشُدَّ عليه بيديك، ولا تجعل استقبالك للناس سواء، فهناك من تغلب عليه الرسمية، وهناك البسيط الذي يتخطى الصفوف؛ كي يلحق بك ويصافحك. حافظ على ذلك الإنسان الذي يحمل لك في قلبه أشواقًا، ويبثها لك بابتسامته وحرارة سلامه. إن هذا الصنف نادر بين بني البشر الذين يسلم بعضهم بالإشارة، هذه المصافحة تحت الخطايا كما ورد في الحديث الصحيح؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن المسلم إذا صافح أخاه تحاتت خطاياهما كما يتحات ورق الشجر». فهل فكرت قبل أن تمد يدك بكل هذا؟