نحتاج لعزلة عن الناس الذين لا يروننا إلا بعين السخط.. بينما يرانا من لا يعرفنا بعين الرضا. نضيق من الروتين اليومي الذي لا نفرق بين أيامه إلا بتعاقب الليل والنهار. نحزن حين نغيب فلا يفقدنا أحد.. حين نحاول ولا يمسك بأيدينا بشر. حتى الفرح قد نخبئه بقلوبنا، لأن الناس لا تهمهم سعادتنا ويبحثون في حياتنا عما يقلقنا فينبشونه مع كل لقاء. نبتسم مع كل صباح وننسى الهم والأسى، لكن واقعا مريرا ينتظرنا في المساء. نلهج بالذكر حتى تهدأ قلوبنا وتطمئن، لا شيء في الحياة يستحق كل هذا. نعود فيعود الأرق، نستسلم للتفكير، نغرق في أحلامنا، ننتظر شيئا مختلفا لا يأتي! انفعالاتنا انعكاس لما يدور في أنفسنا، عيوننا تسكن إلى قلب رحيم يفهمنا. هذه الحياة التي نعيشها لا تصفو من كدر، يظل الإنسان يتألم بصمت ولا يفشي سرَّه لمخلوق إلا لله وحده فبيده تدبير هذا الكون الذي نعيش فيه، وبحكمته يدبر الأمر سبحانه. عند لجوئك إلى الله ثق بمن بيده ملكوت كل شيء، ومن إذا أراد شيئا قال له كن فيكون. لا تيأس من الحياة.. لا تيأس من رحمة الله.