كنت تنتظر الوقت المناسب فقط، وكل يوم تحضر نفسك للنطق بها وتحريرها من بين شفتيك، ولكن فات الأوان عن التلفظ بالكلمة المحبوسة في فمك سنيناً لتقولها. الحب والكره، الاعتراف بالخطأ والاعتذار، اللقاء والوداع، كل هذه المشاعر مدفونة في صدرك للأبد. لماذا تأتي بعض المشاعر مُتأخرة في التوقيت، ربما لو علمنا بها لكانت علاقاتنا بالناس أفضل. حين تنهكنا الحياة، ونبحث عن صديق لا نجده بسهولة، وحين نجده تتشكل حوله رؤية ضبابية! كم من إنسان تحبه ولم تصارحه؟ وكم أحرقك لهيب الشوق وأنت صامت وجامد في مكانك. المشاكل التي تفرقنا كانت بحاجة لاعتذار وتصافٍ، فمرَّت ولم يحدث شيء! القلوب تغلي كالقدور، ومع ذلك تبتسم الأفواه، فتخمد الحرائق المتأججة بكلمة طيبة. «اشتقتً إليك» كفيلة بالتآم الجروح، حين تًقال في وقتها. «أفتقدك» تعني الشيء الكثير، لتلك الروح الوجِلة الباحِثة عن الأمان. تلك العضلة بين فكيك حاول تحريكها بالكلام، أو الثناء، أو اكتب مشاعرك في ورقة وادفعها إلى صاحبها، لا تجعل النسيان حجة، فقد سرقت منا الحياة لحظات جميلة لم نًحسِن فيها الحوار ولا الكلام. اجعل روحك حيَّة، لا تدفنها بالصمت، مشاعرك لا تبخل بها على إنسان.