غيب الموت صوتًا عذبًا لطالما سمعناه يشدو بكل جميل، رحل في سن مبكرة، إثر حادث سير فجع الناس؛ لأنهم حفظوا معظم أعماله، ربما عن ظهر قلب. ومن منا لم يسمع ب»فرشي التراب»، «أمي فلسطين»، «أقبلت يا رمضان الخير مشرقة»؟! إنك لتدرك شدة عنايته باختيار القصائد ذات القيم الإنسانية، وتفرده بأجمل الألحان. لقد كان للراحل هدف يسعى إليه، ورسالة يود إيصالها لكل متلقٍّ، وقد وصلت. نفتقد حقيقة بعد وفاته للمنشد القدوة، والإنسان الحريص على تقديم أفضل ما لديه من أجل الأمة. لقد تعلق الشباب بسلسلة يا رجائي الخالدة حتى الآن، وعرفوه بها، ومنذ ذلك اليوم وتلك الحنجرة لم تجد من يشبهها أو يكررها. رحيل أشبه بالحلم ترك غصة في قلوب محبيه الذين لم يكن يوم الأحد؛ ليمر مرورًا عاديًّا، فقد اتَّشح بالسواد. حين يخطف الموت منا الأحبة في غفلة منا، ومنهم يكون الألم موجِعًا.. لكن عزاؤنا هو ثناء الناس عليه، وهم شهود الله في أرضه. رحم الله مشاري العرادة، مُنشد الخير، وأسكنه فسيح جنانه، وألهم ذويه الصبر والسلوان.