الأجهزة الذكية تكاد لا تفارقنا، أصبحت هي حياتنا، وشبكات التواصل الاجتماعي هي نافذتنا لرؤية العالم. ومع إدمان الجلوس عليها أصبحنا منعزلين عن عالمنا الحقيقي، متظاهرين بالسعادة، مستعرضين لروتين حياتنا بقالب جميل. قناع نخفي به أدق التفاصيل من خلال شاشة وعدسة. بعضهم أدمن القطيعة معها، وانسلخ تماماً عن حياته الاجتماعية ومسؤولياته. تكاد لا ترى توازناً بين استخدامها وبين إنجاز مهامنا وأولوياتنا. ألم تلحظ من ترك مقود السيارة وراح يكتب تغريدة؟ ومن دخل جروبات «واتسآب» وراح يمشي بالنميمة، أو يكيل الشتيمة؟ ومن تعرف على أخبار أقاربه وجيرانه من خلال صور انتشرت لحفل زفاف أو وليمة؟بل وهناك من يتلصص ويلتقط صوراً خلسة، وينشر الفضيحة. وأكبر منها هو إنشاء بعض الحسابات والشبكات لجهة مجهولة تغرر بالشباب، وتمتص حماسهم باسم الدين لنشر معتقدات مشبوهة. كل هذا بعيداً عن الرقيب، حين تركت بعض الأسر هذه الأجهزة بأيدي الأطفال والمراهقين بل وتنافست لشراء الجديد والأغلى سعراً منها لهم دون توجيه. الجهاز الذي بين يديك نعمة من الله، تستطيع من خلاله التواصل، ونشر الخير، ودرء الشر، لكن بقدر من التوازن فلا تجعل هذه الأجهزة تبعدك عن الناس، وتسلبك حياتك الحقيقية.