حين كُنت أشاهد إحدى المحطات الفضائية، شدني الشريط الإخباري في أسفل الشاشة، وفي زاويته يُعرض شريط آخر لتفسير بعض الرؤى، التي أعتبر معظمها أضغاث أحلام، ومن تكتب تفاصيلها غارقة في الفراغ، فمعظم المُرسِلات نساء، يشرعن في كتابة أدق تفاصيل ما يرينه في المنام! الغريب بأني لاحظت بأن التفسير لا يتعدى إجابتين: 1- تفريج كربة، 2- الرزق وتعني في المجمل: «الزواج».. ولعل كاتبة الرؤيا كانت تحلُمُ بِزوج، فجاءها ما تتمنى وزيادة. البعض يكذب على النساء، ويستغل حاجتهن من خلال سرد أحلامهن! والملاحظ بأن الإنسان بطبعه يتوق لمعرفة بعض الغيبيات عن المستقبل وخلافه، ويتعلق بأي شيء ولو كان مناماً عارِضاً جراء تعب، أو إكثار في الأكل.. وقد ورد في القرآن الكريم {وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ} [الأعراف: 188]. والله سبحانه بمنه وكرمه يصرف عنا من الشرور ما لا نحصيها، فالأمور التي نجهلها ليس بالضرورة أن تزورنا في منامنا، أو أن نسأل عنها. لكن بني البشر يتهافتون على مُفسري الرؤى كالفراش. وظيفة مفسر أحلام من أسهل الخدع التي تنطلي على النساء، فقط أكتب لها: «سيأتيكِ خبر سعيد، ستُرزقين بوظيفة، سيتقدم لكِ شاب وسيم بثروة قارون، وستُعطيكِ دون مقابل».