حين عدتُ من المدرسة إلى البيت، وجدت أبي في الصالة.
خفتُ منه، وحاولت أن أتسلل إلى غرفتي، لكنه رآني، فناداني.
ذهبتُ إليه، فحضنني، ثم سألني.
- ما بك؟؟
- أنا خائفة منك.
- لماذا يا حبيبتي؟؟ لماذا؟؟
- لأنك تغضب، كلما طلب أحدٌ منكَ شيئاً.
- من قال لكِ (...)
هاج القائد قائلاً:
– لقد استعان النجم بنا لكي نعيدك لمداره.
تساءل الكوكب الصغير:
– وهل تعملون له؟!
تضاحكت النيازك وردت بصوت واحد:
– نحن جنوده، نحن الشرطة التي تحميه.
ابتلع الكوكب الصغير ريقه ثم سأل القائد:
– إذاً ستحرقونني؟!
– أجل، لتكون عبرة (...)
كان الكوكب الصغير نائماً عندما داهمته نيازك ملتهبة.
صرخ قائد النيازك.
– أفق من نومك أيها الكوكب الصغير.
فرك عينيه، ثم غطى وجهه بيديه لكي لا تحرقه نار النيازك.
– ماذا تريدون مني؟!
قال القائد:
– نريد أن نعرف ما الذي تفعله هنا؟!
– إنني نائم كما ترون.
– (...)
المدار الأول
صاح الكوكب الكبير بأخيه الأصغر.
– ماذا تفعل يا مجنون؟! عد إلى مدارك.
لكن الكوكب الصغير لم يأبه بكلام أخيه، وتدحرج خارج المدار، وهو يصرخ بأعلى صوته.
-إذا كنت تريد مرافقتي، فهيا، لا تتردد.
فكّر الكوكب الكبير. ثم قال لنفسه.
– أنا أيضاً (...)
تنهدت الأم، فسألها أخوها.
- ما بك؟؟
- عبير تحلم بك. يجب أن تزورنا. أنت تعرف كم هي تحبك.
صمت أخوها قليلاً، ثم قال.
- سوف أترك عملي اليوم، كي أزوركم.
فرِحَتْ الأم.
- شكراً يا أخي.
عادت «عبير» من المدرسة. وضعت حقيبتها في غرفتها، ثم ركضت إلى أمها.
- (...)
عبير تنعس
نامت «عبير» فحلمت أن حولها أرضاً واسعة وأنها تمشي، تمشي وتمشي.
تعبت لأن التراب لا ينقطع، ولأنه لا يظهر في الأرض شجرةٌ ولا زهرة ولا ماء.
جلست على الأرض. بعد أن ارتاحت صارت تنظر حولها، تبحث عن أي شيء. فجأة سمعت صوتاً من الخلف. التفتت إلى (...)
في الصباح الباكر، نهض «هشام» من النوم، وبعد أن شاهد النور يملأ غرفته قال لنفسه:
- لابد أن أمي ضغطت الزر وأنا نائم.
- طالع المصباح المعلق في السقف، فوجده مطفأً.
- من أين يجيء النور؟
قفز «هشام» من سريره.
فتح الباب وركض إلى خارج الغرفة.
* * *
كانت أم (...)
- جاء وقت النوم يا «هشام».
ترك «هشام» الأوراق والألوان وقام إلى أمه.
ذهب معها إلى الحمام. غسل يديه ووجهه، نظف أسنانه بالفرشاة ثم جفف وجهه ويديه بمنشفته الخاصة.
أمسكت أمه يده، ومشيا إلى غرفته. غطّته أمه، ثم قالت له.
– تصبح على خير يا «هشام».
– تصبحين (...)
وسط بحرٍ بعيد، كانت هناك جزيرة صغيرة يسودها الود والحب.
في هذه الجزيرة تعيش خمسة مخلوقات.
المخلوق الأول، السمع.
المخلوق الثاني، الشم.
المخلوق الثالث، اللمس.
المخلوق الرابع، التذوق.
المخلوق الخامس، البصر.
كانت هذه المخلوقات تعيش في سلام وأمان، كل (...)
- شعرَتْ الوردةُ بالتعب، فاستندتْ بغصنها على فرع الشجرة، التي قالت لها.
– تماسكي يا صديقتي الوردة، سوف يتذكر صاحب البيت أنه لم يسقِنا.
ردت الوردة.
– نحن لم نرهُ يخرج إلى الحديقة منذ بداية الأسبوع. ماذا يفعل كل هذا الوقت داخل البيت؟!
فكّرَتْ (...)
قالوا “معاقاً”، قلتُ ذا وصفٌ
ليديْ، ولكنْ ليس للروحِ
أنا لا أعاقُ وفي ترنيمتي وطنٌ
صبحٌ يغني في دُجى بَوْحي
ويلمُّ لي وردَ الحدائق كُلَما
غاب الأحبةُ، أو نسوا فَرَحي
ويهزُّ في ريح الظلامِ مخدتي
عطراً يلوّنُ في الهوى مَدْحي
ويقصُّ لي سفناً (...)
جلس الأب والابن لتناول العشاء معاً. قال الأب للابن:
- ما أخبار الوحوش؟
ردّ عليه الابن:
- لن تقترب مني ما دمت أملك هذه الأظافر.
ضحك الأب قليلاً، ثم قال:
- بعد العشاء، سنجلس أنا وإياك كي نستذكر الدروس.
قال الابن:
- لا أستطيع.
سأل الأب:
- لماذا؟
أجاب (...)
يطلقها صديق الفلذات
1- مهاجمة الأطفال
نظر الأب إلى أصابع الابن، الذي يأكل وجبة العشاء. قال الأب للابن.
– أظافرك طويلة.
وضع الابن الملعقة من يده ثم نظر إلى أصابعه، لكنه ابتسم وهو يراقبها واحداً واحداً.
استغرب الأب، فسأله.
– لماذا تبتسم؟ هل يعجبك (...)
كانت كل سناجب الغابة مجتمعة تحت شجرة لوز كبيرة تتشاور فيما بينها عن طريقة يساعدون فيه السنجاب «وردان» الذي فقد القدرة على النطق والكلام.
قالت أم وردان لأهلها السناجب بحزن بالغ..
– عندما أيقظت وردان من النوم، لم يقل لي صباح الخير يا ماما كعادته.. (...)
شعرَتْ الوردةُ بالتعب، فاستندتْ بغصنها على فرع الشجرة، التي قالت لها.
– تماسكي يا صديقتي الوردة، سوف يتذكر صاحب البيت أنه لم يسقِنا.
ردت الوردة.
– نحن لم نرهُ يخرج إلى الحديقة منذ بداية الأسبوع. ماذا يفعل كل هذا الوقت داخل البيت؟!
فكّرَتْ الشجرة.
– (...)
سألَتْ جواهر صديقتها إيمان.
– هل أخذتِ القلم الذي كان في درجي؟!
أجابت إيمان.
– لا.
وأعادت جواهر نفس السؤال وهي تبحث تحت مقعدها.
– أين ذهب إذن؟!
قُرع جرسُ انتهاء الحصة، فخرجت الطالبات إلى فناء المدرسة ما عدا جواهر وإيمان.
قالت إيمان.
– ابحثي عنه يا (...)
أتذكر الآن كيف استيقظتُ من النوم وأنا بين ذراعي أبي وكان يركض بي إلى الغرفة التي كنا نسميها “مخزناً”.
كانت أمي تركض خلفه، وبعد أن دخلنا جميعاً، أغلق أبي الباب ووضع شرائط لاصقة على حوافه من الداخل.
لم تكن هناك نافذة، وكان الضوء ينبعثُ من مصباح يدوي (...)
سَمِعتْ «ولاء» صوت الباب، فركضتْ إليه.
دخل أبوها، حاملاً كيساً، ثم انحنى ليحضن «ولاء» قائلاً.
– أحضرت لك الحلوى
لكن «ولاء» لم تبتسم، ولم تفرح بالحلوى كعادتها.
سألها.
– ألا تحبين الحلوى؟
قالت «ولاء» وكأنها لم تسمع السؤال.
– لقد تأخرنا على البحر يا (...)
مرّت أسابيع على وفاة جدي، ولكنني لا أزال حزيناً على فراقه. لقد كان أقرب الناس إليّ.
كنت أدخل إلى غرفته كل يوم، وأقضي معه أوقاتاً جميلةً. كان يقصُّ عليَّ قصصاً من الماضي حين كان يعيش في مزرعة صغيرة وسطها بيت من الطين. وكيف كان يعتني بالنخيل وجدتي (...)
طالعت البحر، فإذا هو صامت.
طالعت نفسي، فإذا أنا صامتة.
اختار أبي هذا الشاطئ لنقضي عليه إجازة نصف السنة الدراسية.
هو الآن مع أمي يمشيان، يمسك كل منهما يد الآخر.
تحب أمي أبي كثيراً، وتصارحه بالحب أمام الجميع.
يحب أبي أمي كثيراً، ويصارحها بالحب (...)
كل يوم قبل أن أنام أفكر.
– لماذا أفشل في الحصول على العلامة الكاملة في مادة التعبير مثل صديقتي حنان؟!
سألت بابا ذات مرة، فقال لي:
– التعبير موهبة يمنحنا الله إياها ولا نستطيع أن نكتسبها.
– لكنني أكتب مثلها. كتاباتي لا تختلف عن كتاباتها، علاماتها (...)