وسط بحرٍ بعيد، كانت هناك جزيرة صغيرة يسودها الود والحب. في هذه الجزيرة تعيش خمسة مخلوقات. المخلوق الأول، السمع. المخلوق الثاني، الشم. المخلوق الثالث، اللمس. المخلوق الرابع، التذوق. المخلوق الخامس، البصر. كانت هذه المخلوقات تعيش في سلام وأمان، كل واحد منها يؤدي الدور المطلوب منه بكل جد وإخلاص. مخلوق البصر يرى كل ما يحدث في الجزيرة وينبّه أصدقاءه إذا حدث أي خطر. مخلوق السمع يسمع صوت الخطر ويحدّد إذا كان قريباً أم بعيداً. مخلوق الشم يشم الروائح ويخبر أصدقاءه إذا كانت جميلة. أما إذا كانت كريهة فإنه يحذرهم منها. مخلوق اللمس يساعد بقية المخلوقات في التعرف على المواد الصلبة والخشنة وعلى السوائل الحارة أو الباردة، وهذا يسهل عليهم التعامل مع المواد والسوائل. أما مخلوق التذوق، فهو الذي يختبر المأكولات، إن كانت طيبة المذاق، يأكلونها. وإذا لم يستسغها، فإنهم يتجنبونها. وفي يوم من الأيام، وبينما المخلوقات تغطُّ في نوم عميق، أفاق مخلوق السمع مذعوراً. لقد سمع صوتاً غريباً. صاح بأصدقائه. - أفيقوا يا أصدقائي، إنني أسمع صوتاً غريباً. ثم أشار إلى مصدر الصوت. نظر مخلوق البصر إلى البحر، فرأى وحشاً بحرياً يسبح باتجاههم. قال مخلوق الشم: - ما العمل أيها الأصدقاء؟ كيف ندافع عن جزيرتنا؟! تهامسوا فيما بينهم بالخطة التي سينقذونها لإنقاذ الجزيرة وإنقاذ أنفسهم. مخلوق البصر قال: - إنني أرى الوحش وهو يتحرك ببطء، وسوف يستغرق ساعة لكي يصل إلى شاطئ جزيرتنا. الخطة التي اتفق عليها المخلوقات الخمسة هي. مخلوق التذوق يحدّد الأشجار ذات الأغصان كريهة المذاق. مخلوق اللمس يختار أغصاناً صلبة، ويختار أيضاً حجرين. مخلوق البصر يرى شرارة النار بعد أن يضرب الحجرين ببعضهما البعض. بعد أن تشتعل النار في الأغصان، يتأكد مخلوق الشم أن رائحة الدخان كريهة جداً. مخلوق السمع يجعل صوت الحريق مخيفاً جداً. قبل أن يصل الوحش إلى شاطئ الجزيرة، أشعل المخلوقات النار، لكن الوحش لم يخف كثيراً. الدخان والرائحة الكريهة جعلته يستدير ويهرب بعيداً عن الجزيرة.