سَمِعتْ «ولاء» صوت الباب، فركضتْ إليه. دخل أبوها، حاملاً كيساً، ثم انحنى ليحضن «ولاء» قائلاً. – أحضرت لك الحلوى لكن «ولاء» لم تبتسم، ولم تفرح بالحلوى كعادتها. سألها. – ألا تحبين الحلوى؟ قالت «ولاء» وكأنها لم تسمع السؤال. – لقد تأخرنا على البحر يا بابا. أمسك أبوها رأسه بيديه، ثم قال.. – آسف يا حبيبتي، لقد نسيتُ أنني وعدتك بالخروج للبحر. ثم سألها بسرعة. – هل أنت جاهزة؟! قفزت «ولاء» في الهواء وهي تضحك. – أنا جاهزة وماما جاهزة. خطفت كيس الحلوى من يدي أبيها وركضت لتستعجل أمها، كي يخرجوا كلهم للبحر، فاليوم إجازة المدرسة، والأطفال كلهم هناك. ••• سألت «ولاء» أباها، وهو يقود السيارة. – هل سيخرج وحيد للبحر؟ ضحك أبوها، لأنه يعرف أن «ولاء» تحب ابن عمها «وحيد» حبّاً شديداً. – هذه المرة سنخرج لوحدنا. المرة القادمة سنحضر «وحيد» معنا. لكن «ولاء» حزنت. همست أمها لأبيها، بعد أن رأت حزن «ولاء». – لقد اقتربنا من البحر. سنجلس أنا و «ولاء» وتذهب أنت لتحضر «وحيد». «ولاء» لن تفرح بالبحر إذا لم يكن «وحيد» معها. بعد أن ذهب أبوها، صارت «ولاء» تركض على رمل الشاطئ وتغني. بعد أن تعبت، رجعت إلى أمها وجلست معها لتأكل الحلوى. أمام «ولاء» مرَّ بائع البالونات وهو يصيح. – بالونات.. بالونات. صاحت «ولاء». – ماما، أريد بالونة. – ليس معي نقود يا حبيبتي.. إذا جاء أبوك، يشتري لك ما تريدين. مرَّ البائع أمام العائلة التي تجلس بجانب «ولاء» وأمها. صاح أبو العائلة. – يا بائع البالونات. توقف البائع أمامهم، و«ولاء» تنظر إليه. قالت «ولاء» لأمها. – سوف يشترون كل البالونات. سمع أبو العائلة ما قالته «ولاء». اشترى بالونة وأرسلها مع أحد أطفاله إلى «ولاء».. طالعت «ولاء» الطفل وهو يقدم البالونة لها. لم تستطع أن تبتسم. نظرت إلى أمها، فهمست لها. – خذيها وقولي له شكراً. ••• عادت «ولاء» إلى الركض والغناء. صارت تركض وهي تمسك بأصابعها خيطاً يربط البالونة، والبالونة تتمايل في السماء. ••• جاء أبو «ولاء» ومعه «وحيد». – أين «ولاء»؟! أجابته الأم. – «ولاء» تلعب على الشاطئ. ركض «وحيد» إلى الشاطئ، وهو ينادي بأعلى صوته. – ولاء، ولاء. سمعت «ولاء» صوت «وحيد». ركضت إليه وهي سعيدة جداً بحضوره. ارتخت أصابع يديها من شدة الركض والفرح، فطارت البالونة من بين أصابعها. طارت البالونة إلى السماء. توقفت «ولاء» وصارت تراقب البالونة. عندما وصل «وحيد» إليها، صار يراقب معها البالونة. طالعت «ولاء» وجه «وحيد»، وقالت له، وابتسامتها تزداد شيئاً فشيئاً. – لقد طارت البالونة!!