عاد النحل إلى الحديقة، وأخبر الشجرة والوردة بما حدث. قالت الشجرة للعصافير: - حان دوركم. ردّت العصافير: - أمركِ أيتها الشجرة. - أتعرفون ماذا ستفعلون؟! - لا تخافي. سنعمل المستحيل لإنقاذه. طارت العصافير خارج سور البيت، وأخذت ترفرف بأجنحتها فوق السور. استغرب أحد المارة. - لماذا تتجمع العصافير بهذا الشكل؟!! كان سيمضي في طريقه، لولا أن مجموعة من العصافير حلّقت فوق رأسه وأخذت ترفرف بأجنحتها أكثر وأكثر، فيما بقيت المجموعة الأخرى ترفرف فوق السور. فهم الرجل قصد العصافير، فطرق الباب، لكن لم يجبه أحد. طالع العصافير التي ظلت ترفرف بأجنحتها بقوة. استعان الرجل برجال آخرين، قائلاً: - هنالك مشكلة داخل السور. ساعدوني. دفع الرجال باب السور بقوة حتى فتحوه. اندفعوا إلى داخل الحديقة، والعصافير والنحل يحلق فوق رؤوسهم. قالت الشجرة للوردة: - لقد نجحنا. حمل الرجال صاحب البيت، وانطلقوا به، وهم يصيحون: - سيَهلك الرجل إن لم نأخذه الآن إلى المستشفى. حين خرجوا نسوا باب السور مفتوحاً. كان في الشارع طفل يراقب كل ما كان يحدث. أطلّ برأسه من خلف الباب. نظر إلى الشجرة وإلى الوردة بإعجاب شديد. مشى بخوف إلى صنبور الماء. فتحه، فابتلّت التربة. صار يلاحق النحل والعصافير في الحديقة ويلعب معها بفرح شديد. بعد أن تعب من اللعب، أغلق صنبور الماء وخرج من المنزل، لكنه لم ينسَ أن يغلق باب السور.