تنهدت الأم، فسألها أخوها. - ما بك؟؟ - عبير تحلم بك. يجب أن تزورنا. أنت تعرف كم هي تحبك. صمت أخوها قليلاً، ثم قال. - سوف أترك عملي اليوم، كي أزوركم. فرِحَتْ الأم. - شكراً يا أخي. عادت «عبير» من المدرسة. وضعت حقيبتها في غرفتها، ثم ركضت إلى أمها. - ماما.. هل سيزرونا خالي اليوم؟؟ ابتسمت الأم لها. - أجل. بعد الغداء، خرجت «عبير» إلى الحديقة، وصارت تنتظر خالها. جلست على أرض الحديقة المغطاة بالعشب الأخضر، وحولها الورد والزهور. لم تكن «عبير» تحسُّ باخضرار العشب ولا برائحة الزهور، لأنها تنتظر خالها الذي طال غيابه عنها. غربت الشمس. خرجت الأم إلى الحديقة، وطلبت من «عبير» أن تدخل لكي تستذكر دروسها. دخلت»عبير» وهي تشعر بالحزن الشديد، لأن خالها لم يجئ. نعست «عبير» وهي تذاكر، فنامت. نامت «عبير» فحلمت أن حولها أرضاً واسعة، وأنها تمشي وتمشي وتمشي، والتراب لا ينقطع.