كان الكوكب الصغير نائماً عندما داهمته نيازك ملتهبة. صرخ قائد النيازك. – أفق من نومك أيها الكوكب الصغير. فرك عينيه، ثم غطى وجهه بيديه لكي لا تحرقه نار النيازك. – ماذا تريدون مني؟! قال القائد: – نريد أن نعرف ما الذي تفعله هنا؟! – إنني نائم كما ترون. – نحن نعرف أنك نائم، إنما نسألك ما الذي جاء بك إلى هنا؟! لماذا لست في مدارك؟ تردد الكوكب الصغير قليلاً، ثم قال: – لقد خرجت منه. طالع قائد النيازك جنوده باستغراب. – خرجت؟! كيف خرجت؟! – لقد طردت منه. – وماذا فعلت؟! – لا أدري. – أنت تكذب.. أجل أنت خائن، لقد هربت من مدارك يا مجرم. – مجرم وخائن؟! أنا مجرم وخائن؟! صرخ القائد في وجهه: – نعم مجرم، أنت بخيانتك هذه ستخرب المدار الذي كنت تعيش فيه. وأشار القائد إلى جنوده بصوت اهتز له الفضاء. – أحرقوا هذا الخائن. صرخ الكوكب الصغير بقائد النيازك. – أرجوك يا سيدي، افهمني.. – أفهم ماذا أيها الخائن؟! تلعثم الكوكب الصغير ثم قال: – أنا لم أرتكب جريمة ولا خيانة.. أنا هربت من المدار الذي لا يتغير فيه أي شيء لكي أجد حياة مشوقة في مكان آخر.. أشار القائد إلى كواكب بعيدة تدور مثل الطاحونة حول نجم كبير، ثم صاح بأعلى صوته. – ستخرب كل مدارات الفضاء إذا كان كل كوكب سيتركها لكي يجد له حياة أخرى.. وأكمل القائد وهو يضرب يدا بيد. – وإذا حدث ذلك، فلن يكون هناك فضاء. رد الكوكب الصغير بخجل. – صدقني يا سيدي لن يخرب أي شيء، فذلك النجم الذي هربت من مداره لم يحس بهروبي وها هي بقية الكواكب تقوم بالدور. الأسبوع المقبل: المدار الثالث