المدار الأول صاح الكوكب الكبير بأخيه الأصغر. – ماذا تفعل يا مجنون؟! عد إلى مدارك. لكن الكوكب الصغير لم يأبه بكلام أخيه، وتدحرج خارج المدار، وهو يصرخ بأعلى صوته. -إذا كنت تريد مرافقتي، فهيا، لا تتردد. فكّر الكوكب الكبير. ثم قال لنفسه. – أنا أيضاً مللت من هذا المدار الذي لا يتغير. كل يوم يحدث نفس الشيء، ندور حول هذا النجم إلى الأبد. هو الذي يضيء ونحن الذين نعكس ضوءه، نتعب ونتعب وهو الذي يحصل على المجد. قاطع الكوكب الصغير تفكير أخيه الكوكب الكبير. -هل ستأتي أم لا؟! -إنني خائف، إلى أين سنذهب؟! وماذا سيكون مصيرنا؟! ضحك الكوكب الصغير. – أي مصير سنواجهه سيكون أفضل من هذا الدوران الذي لا ينتهي حول هذا النجم المغرور الذي يعاملنا كعبيد. وأعاد على أخيه السؤال. – هل ستأتي أم لا؟! أجاب الكوكب الكبير. -لا، لقد تقدم بي العمر، واعتدت على هذا الحال، لن يكون بمقدوري أن أواجه المجهول. فقال الكوكب الصغير. -وداعاً إذاً يا أخي الحبيب، سأتركك لهذا المدار الممل. كاد الكوكب الكبير أن يقول لأخيه الكوكب الصغير. «أتمنى لك التوفيق في حياتك الجديدة». لكنه كان خائفاً عليه، ولذلك بادره. – انتبه لنفسك، فالرحلة ستكون شاقة، ولن نستطيع بعد ذلك العودة إلى مدارنا مرة أخرى. رأى الكوكب الكبير أخاه الكوكب الصغير وهو يتدحرج في الفضاء مبتعداً عنه، فسالت من عينيه الدموع، ثم أكمل دورانه حول النجم الذي لا يشعر بأحزان الكواكب ولا يقدر تعبهم وشقاءهم. أخذ الكوكب الصغير يتقافز من مكان إلى مكان في الفضاء الواسع وهو سعيد بحريته الجديدة. – أنا الآن طليق من سجن النجوم، ومن قيود المدارات، أفعل ما يحلو لي دون أن يجلدني أحد بالسياط لكي أتحرك كما أشاء، أدور حول نفسي وأغني الأناشيد التي أحبها. الأسبوع القادم: المدار الثاني