سألَتْ جواهر صديقتها إيمان. – هل أخذتِ القلم الذي كان في درجي؟! أجابت إيمان. – لا. وأعادت جواهر نفس السؤال وهي تبحث تحت مقعدها. – أين ذهب إذن؟! قُرع جرسُ انتهاء الحصة، فخرجت الطالبات إلى فناء المدرسة ما عدا جواهر وإيمان. قالت إيمان. – ابحثي عنه يا جواهر في حقيبتك. ردّت جواهر. – لقد بحثت عنه ولم أجده. – لابد إذن أنكِ نسيتيه في البيت. – لا. أنا متأكدة أنني أحضرته. فكّرتْ جواهر قليلاً ثم قالت. – أعتقد أن القلم قد سُرق. استغربت إيمان. – ومن سيسرقه؟! – هي. ليس هناك غيرها. – من تقصدين؟ّ – خديجة. ردّت إيمان، وهي متأثرة جداً. – حرام عليك يا جواهر. خديجة بنت فقيرة، إنها دوماً صامتة وخجولة. فتحت جواهر عينيها بشدة. – لذلك أشك فيها. وأضافت. – هذا القلم يعزُّ عليَّ كثيراً، وسوف أستعيده من هذه السارقة بأي شكل. صدّت إيمان بوجهها عن جواهر، ثم خرجت من الفصل. أما جواهر، فجلست على مقعدها وأخذت تفكر بطريقة تستطيع فيها أن تستعيد قلمها. ••• في مكان آخر، في منزل جواهر، في غرفتها، على طاولة دروسها، كان القلم يفكر. – لماذا تركتني جواهر. هي لم تعتدْ أن تنساني. إنها تحبني كثيراً. لقد كانت فرحتها كبيرة عندما أهداني أبوها لها بمناسبة نجاحها. كان أول شيء كتبته بي هو اسم أبيها، وكتبت تحته. “شكراً يا بابا على هذه الهدية وسوف أحافظ عليها مدى الحياة”. القلم نفسه. – إذن، لماذا تنساني جواهر؟! لماذا لم تأخذني معها إلى المدرسة؟! وردّ القلم على نفسه. – لابد أنها ملّتْ مني. ••• دخلت خديجة إلى الفصل، فوجدت جواهر غارقة في تفكيرها، فقالت لها بخجل وبصوت هادئ. – لقد أخبرتني إيمان أنكِ أضعتِ قلمكِ، ولقد جئت لأساعدك في البحث عنه. ردّت جواهر بلا مبالاة. – لقد فتشت عنه في كل مكان. أنا متأكدة أن أحداً ما سرقه. توجهت خديجة إلى مقعدها. فتحت حقيبتها ثم أخرجت قلمها، وناولته إلى جواهر. – خذي. سألتها جواهر. – ما هذا؟َ هذا قلمي. إنني أهديك إياه.