شعرَتْ الوردةُ بالتعب، فاستندتْ بغصنها على فرع الشجرة، التي قالت لها. – تماسكي يا صديقتي الوردة، سوف يتذكر صاحب البيت أنه لم يسقِنا. ردت الوردة. – نحن لم نرهُ يخرج إلى الحديقة منذ بداية الأسبوع. ماذا يفعل كل هذا الوقت داخل البيت؟! فكّرَتْ الشجرة. – ربما هو مريض. لقد سافرت زوجته وأطفاله قبل أسبوعين لقضاء إجازة الصيف خارج المدينة. سألتها الوردة. – وما العمل؟! يجب أن نفعل شيئاً لننقذه. اتفقت الشجرة والوردة أن يمدّا جذورهما إلى أقصى حد ممكن ليصلا إلى الماء الجوفي. وبعد أن انتعشتا ازدانت أغصان الشجرة بالخضرة وتفتّحت أكمام الوردة. قالت الشجرة. – الآن سيقبل علينا النحل. تشاورت الشجرة مع العصافير، وتشاورت الوردة مع النحل. – أيتها العصافير، صاحبُ البيتِ مريضٌ ويجب أن ننقذه. – أيها النحل، هل تستطيعون مساعدتنا في إنقاذه. أجاب النحل بصوت واحد. – سندخل إلى البيت، ونرى ماذا أصاب الرجل. طار النحل إلى البيت. ومن خلال النافذة المفتوحة، رأى الرجل ممدداً على الأرض، غير قادر على الحركة. صاحتْ نحلةٌ. – إنه ما يزال يتنفس. عاد النحل إلى الحديقة وأخبر الشجرة والوردة بما حدث. قالت الشجرة للعصافير. – حان دوركم. ردّت العصافير. – أمركِ أيتها الشجرة. – أتعرفون ماذا ستفعلون؟! – لا تخافي. سنعمل المستحيل لإنقاذه. طارت العصافير خارج سور البيت، وأخذت ترفرف بأجنحتها فوق السور. استغرب أحد المارة. – لماذا تتجمع العصافير بهذا الشكل؟!! كان سيمضي في طريقه، لولا أن مجموعة من العصافير حلّقت فوق رأسه وأخذت ترفرف وبأجنحتها أكثر وأكثر، فيما بقيت المجموعة الأخرى ترفرف فوق السور. فهم الرجل قصد العصافير، فطرق الباب، لكن لم يجبه أحد. طالع العصافير التي ظلت ترفرف بأجنحتها بقوة. استعان الرجل برجال آخرين، قائلاً. – هنالك مشكلة داخل السور. ساعدوني. دفع الرجال باب السور بقوة حتى فتحوه. اندفعوا إلى داخل الحديقة، والعصافير والنحل يحلق فوق رؤوسهم. قالت الشجرة للوردة. – لقد نجحنا. حمل الرجال صاحب البيت وانطلقوا به وهم يصيحون. – سيَهلك الرجل إن لم نأخذه الآن إلى المستشفى. حين خرجوا نسوا السور مفتوحاً. كان في الشارع طفل يراقب كل ما كان يحدث. أطلّ برأسه من خلف الباب. نظر إلى الشجرة وإلى الوردة بإعجاب شديد. مشى بخوف إلى صنبور الماء. فتحه، فابتلّت التربة. صار يلاحق النحل والعصافير في الحديقة ويلعب معهم بفرح شديد. بعد أن تعب من اللعب، أغلق صنبور الماء وخرج من المنزل، لكنه لم ينسَ أن يغلق باب السور.