في الصباح الباكر، نهض «هشام» من النوم، وبعد أن شاهد النور يملأ غرفته قال لنفسه: - لابد أن أمي ضغطت الزر وأنا نائم. - طالع المصباح المعلق في السقف، فوجده مطفأً. - من أين يجيء النور؟ قفز «هشام» من سريره. فتح الباب وركض إلى خارج الغرفة. * * * كانت أم هشام نائمة في غرفتها والنور يملأ المكان. هزّ «هشام» كتفها، ففتحت عينيها. دُهشت لوجوده في هذه الساعة المبكرة. سألته: - ما بك يا «هشام»؟! - ردّ عليها: - أريدك أن تطفئي النور الذي في غرفتي. ابتسمت أمه، وهي ترفع شعرها عن وجهها. - نحن لا نستطيع أن نطفئ هذا النور. سأل «هشام»: - لماذا يا أمي؟ البارحة أطفأت نور المصباح. قالت الأم: - لكن هذا النور ليس نور مصباح. ردّ «هشام»: - نور ماذا إذن؟ أجابته الأم: - إنه نور الشمس، ونور الشمس لا ينطفئ إلا إذا انتهى النهار، وجاء الليل. سأل «هشام» بسرعة: - وإذا جاء الليل، نشغل المصباح؟ ضحكت أمه قائلة: - نعم، وإذا جاء النوم، نطفئ المصابيح، وننام حتى تطلع الشمس. * * * صار «هشام» يفكر في نور الشمس كثيراً. خرج إلى حديقة المنزل، فرأى النور يغمر الدنيا ببياضه. قال لنفسه: - يجب أن أطفئ الشمس. بحث في الهواء عن أزارير لكنه لم يجد. شعر «هشام» بالحزن. ونكّس رأسه إلى الأسفل ثم أغمض عينيه. أخذ يغمضهما ثم يفتحهما مرة بعد مرة وهو يصرخ ويضحك. ركض «هشام» إلى أمه، قال لها وهو يلهث: - «ماما» لقد أطفأت الشمس. استغربت أمه. - كيف؟ - أغمضت عيني بقوة، فانطفأت الشمس. ضحكت أمه بشدة، ثم أخذته في حضنها.