يطلقها صديق الفلذات 1- مهاجمة الأطفال نظر الأب إلى أصابع الابن، الذي يأكل وجبة العشاء. قال الأب للابن. – أظافرك طويلة. وضع الابن الملعقة من يده ثم نظر إلى أصابعه، لكنه ابتسم وهو يراقبها واحداً واحداً. استغرب الأب، فسأله. – لماذا تبتسم؟ هل يعجبك منظرها؟ رد الابن. – نعم. سأله الأب مرة أخرى. – لماذا؟؟ أجابه الابن. – لأنها قوية. توقف الأب عن تناول العشاء، واقترب من الابن. أمسك إصبعه ثم قال له. – هذه الأظافر تجمّع الأوساخ.. ألا ترى؟ صار الابن يراقب الأوساخ المتجمعة داخل أظافره، لكنه لم يهتم. قال الابن. – الأوساخ تزول بالماء والصابون. بدا الغضب على وجه الأب. – إذا نظفت الأوساخ، تعود مرة أخرى إلى أظافرك. طالع الابن في وجه الأب الغاضب. – وماذا أفعل بها؟؟ ردّ الأب. – قصّها. قفز الابن من مقعده. طالع في وجه الأب، صارخاً. – وأعيش بدون أظافر؟؟ قام الأب إليه. حضنه وهو يسأله. – فيمَ تحتاج أظافرك؟؟ رد الابن. – إذا هاجمتني الوحوش، أقتلها بأظافري الطويلة هذه. ضحك الأب. – لكنك تعيش معنا في هذا البيت. نحن لسنا وحوشاً، والبيت ليس غابة. قال الابن. – صحيح أنكم بشر، والبيت ليس غابة، ولكن هناك وحوش تهاجمني. سأله الأب. – متى تهاجمك هذه الوحوش؟! ردّ الابن. – في الليل، عندما أنام. * * * انتهى الابن من تناول عشائه. غسل يديه جيداً بالماء والصابون، ونظّف أسنانه بالفرشاة والمعجون. ذهب إلى الأب في غرفته، وقال له. – تصبح على خير. مشى الأب خلف الابن دون أن يشعر، فشاهده يدخل غرفة جدته. استمع الأب إلى الابن وهو يقول للجدة. – هيا يا جدتي. احكِ لي حكاية جديدة. وسمع الأب الجدّة وهي تحكي للابن حكاية الغول الذي يهاجم الأطفال إذا لم يسمعوا الكلام، وعن الوحوش المفترسة التي تأكل الصغار وهم أحياء. بعد أن انتهت الجدّة من حكايتها، قبّلت الابن من خده، وقالت له. – هيا، اذهب إلى غرفتك كي تنام. البقية ، الأسبوع القادم