عبير تنعس نامت «عبير» فحلمت أن حولها أرضاً واسعة وأنها تمشي، تمشي وتمشي. تعبت لأن التراب لا ينقطع، ولأنه لا يظهر في الأرض شجرةٌ ولا زهرة ولا ماء. جلست على الأرض. بعد أن ارتاحت صارت تنظر حولها، تبحث عن أي شيء. فجأة سمعت صوتاً من الخلف. التفتت إلى الوراء، فرأت رجلاً تعرفه جيداً. شهقت من الفرح. سال الدمع من عينيها وهي تقف كي تحضن الرجل. لما وقفت، تحوَّل الرجل إلى هواء. صرخت: خالي، خالي، خالي. ركضت الأم إلى الغرفة، فتحتها، فوجدت «عبير» تصرخ وهي نائمة. -خالي، خالي، خالي.. حضنت الأم «عبير» ثم أيقظتها من النوم. شاهدت أمها تحضنها برفق وحنان وخوف. سألتها الأم: ما بك يا عبير.. ما بك يا حبيبتي؟ أجابت: خالي. اندهشت الأم قائلة. -ما به؟ قالت «عبير». -لقد رأيته ثم اختفى. مسحت الأم رأس «عبير» ثم قبلتها بكل حب، قائلة: لقد كنت تحلمين يا حبيبتي. ثم قالت: لن يجيء خالي، فكل مرة تقولين إنه سيزورنا. وحين لا يحضر، تقولين إنه كان مشغولاً. نعست «عبير» ثم نامت في حضن أمها. في الصباح، لبِسَتْ «عبير» مريولها، سرّحت أمها شعرها، حملت حقيبتها، ثم ذهبت إلى المدرسة. أدارت الأم قرص الهاتف، فجاوبها صوت رجل. قالت له: -أهلاً يا أخي. -أهلاً يا أختي. – كيف حالك؟ -أنا بخير، لكني مشغول جداً. كيف حال عبير؟