لا الرجال وحوش ولا النساء فرائس ولا الحياة غابة... خلقنا الله من نفس واحدة.. ومنا جعل الشعوب والقبائل.. والصهر والنسب.. وجعل تعارفنا سنة ربانية.. ووحيا يُتلى.. وأتمت السنة المطهرة عقد العلاقات بأن كنَ النساء للرجال شقائق.. أمّا الحياة الدنيا فمتاع (...)
أتوقع أننا لو سألنا أي إنسان مهما كان توجهه وسلوكه عن حبه لوطنه وانتمائه له ، فلن يكون إلا محبا عاشقا ، ومواليا منافحا ومدافعا ، مبديا عواطف فياضة تغمره من الحدود إلى الحدود ، ومن القاع إلى السفح ، ومن الشروق إلى الغروب ، وأتوقع أيضا أنّ مواطنا تقع (...)
في لحظات مفاجئة من لحظات الحياة لا يستطيع الرجل أن يفكّر في أنوثة المرأة ، ولا يمكن للمرأة أن تفكّر في رجولة الرجل ، يتصف كلّ واحد منهما بإنسانية بحتة تستجدي من يتعامل معها بتجرّد ليمدها بخيط أمل يقرّبها من الحياة بعد أن بدأت صورها تتلاشى ومعالمها (...)
إنّ الأب الذي تقتصر أبوته مع أبنائه على تربية أجسادهم وإشباع جيوبهم يجلدهم ، إنّ الأم التي تختصر أمومتها مع أبنائها في إسناد مهامها لسائق وخادمة تجلدهم ، إنّ أستاذ الجامعة الذي يعتز بحصانته العلمية ويرفض مراجعة نفسه أمام اعتراض جميع الطلاب على تدني (...)
شاءت قدرة الله -عزّ وجل- أن يجعلنا أجناسا وأشكالا، ومراتب ودرجات، وهذه سنته حتى في أنبيائه ومرسليه (وتلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض) ونتفاوت كبشر في فهم الأفضلية وتعاطيها والتعامل معها، البعض يفهمها منحة إلهية، يؤدي حقها، ويحسن شكر فضلها بأن يزداد (...)
ظاهرة التوقف تتضح لدينا أكثر من الشعوب الأخرى أو لعلي اعتقد ذلك ، وهو نتيجة لبقايا كون بعض تجاربنا لازالت في مرحلة البدايات ،فتنمو على جغرافية حياتنا كأعشاب جديدة يخيل إلينا أنّها متوحشة وسامة مما يجعلنا رافضين للتعامل معها ، علما بأنّها قد تكون (...)
عندما عارض الشاعر إبراهيم طوقان أمير الشعراء في قصيدته «قم للمعلّم وفّه التبجيلا» نقلنا إلى مسرح حي يبث فيه المعلّم أحواله، ويحكي معاناته مع طبقات المتعلمين، وتتدرج الأحداث بانسيابية إلى أن يُفجع المشاهد بنهاية مؤلمة يقع فيها شخص المعلم صريعا ضحية (...)
تبادل الأصدقاء عبر رسائل الجوال أوجه الشبه بين الخادمات والأزواج، ولا أعلم ما إذا كان البلاغي الألمعي الذي استخلص هذه الأوجه استخلصها على سبيل الحقيقة أم على سبيل الفكاهة والطرافة، على أن ساحة الحياة الزوجية ملأى بالمخلصين الصادقين الأوفياء من (...)
أتفق مع نفسي أولا ومع الجميع ثانيا بأنّ برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي مشروع وطني ضخم ، ومنجز حضاري عملاق يضرب في أبعاد المستقبل ، ويبني في آفاقه رموزا تنموية وإنتاجية من خلال تصنيع العقل والفكر ، وصياغة الثروة البشرية صياغة تخترق (...)
تمنّى العاطلون عن العمل أن يكرّس أصحاب الخطط والإستراتيجيات جهودهم لاختراع وظائف جديدة، تستوعب طاقاتهم وإمكانياتهم، وتلبي حاجاتهم وتطلعاتهم في عملية يتم من خلالها تبادل المصالح مع وطنهم الذي هو بأمسّ الحاجة لإخلاصهم، وصدقهم، وغيرتهم. وأمام هزائمهم (...)
عجيب أمرهم! لديهم قدرة خارقة، وإبداع رائع في اختراع المصطلحات التي تتناسب -من وجهة نظرهم - مع أحوالهم، وتوافق هواهم ونزعاتهم في المواقف التعليمية المختلفة، وما يتعلّق بها، وكأنهم يخترعون لغة خاصة تلتصق بالظروف المحيطة بهم، وتصف جسد أيامهم وصفًا (...)
بعض السياسات الإدارية لا تغير العصور شيئا من خطوطها ، ولا تستبدل آثارها وإن تحطمت أجزاؤها ، وتناثرت كقطع ليل يئس من قدوم الفجر ، تبدأ مولودة متعثرة ثم تنمو وترتكب في مراهقتها وشبابها الخطايا وتثقلها الأوزار ثم تشيخ وتنضج ولا تفكّر في التخلُص من (...)
عندما كنا في مراحل التعليم العام نتلقى المعارف والعلوم من معلمينا ومعلماتنا حاولنا الاحتفاظ بكل ما تلقفته آذاننا وعقولنا الخام التي لم تكن قد بذرت من قبل،وتعاقبت السنوات الواحدة تلو الأخرى لنكتشف أنّ ذاكرتنا خزنت البعض وألقت البعض الآخر، ربما (...)
كثيرًا قرأتُ، وكثيرًا سمعتً، وكثيرًا رأيتُ ممّا حدث في جدة، ركام من الخسائر البشرية، وركام من الخسائر المادية، وركام من الخسائر الأخلاقية، وركام.. ركام.. ركام. ما حدث أشبه ما يكون بمهرجان، أو مسرح يجمع ألوانًا شتّى من الأدوار، والأحاسيس، والمشاعر، (...)
كثير من الأحداث التي تجري على قارعة الحياة اليومية مكتوبة بلغة غير مفهومة ، ليس لها تفسير ، تلك الأحداث قد تصنع عاصفة ، قد تصنع كارثة ، قد ترفع صرخة شيخ ، أو تمطر دمعة طفل ، قد تنجب لحظة تُناقض قانون الوقت فتتوقف عند مؤشر ألم لا تتحرك عقاربه ، لو (...)
كان يا ما كان فيما يحكى من غابر الأزمان عروس فاتنة يحكي الناس حسنها ويتغنون ببهائها، لها شباب لا يفنى وثوب زفاف لا يبلى، جمالها يخطف النظار، وسحرها يسلب الألباب، يقف الزائرون على أعتابها مبهورين مسحورين، ويودعونها بقلوب بها قد تعلّقت، وحب بلغ منهم (...)
لم يغادر يوما قلوب شعبه ومحبيه ممن امتدت إليهم يد فضله وجوده وإحسانه ، لم يغادر أرضا امتزجت بحبه، ونقشته في وجدانها ونبضاتها ، هو الحاضر في كل مواقف الوطن والشعب ، وإن كان جسده في بلاد أخرى ، هو الحاضر على ألسنة تضرّعت لخالقها ، وقلوب التجأت لبارئها (...)
شاءت حكمة الله عز وجل أن يكون دين الإسلام دينا عالميا، وأن تكون هذه الأرض مكان ولادته، ونقطة انتشاره، وأن يكون أهل هذه البلاد وعلى رأسهم قادتهم حماته وحرّاسه إلى أن تقوم الساعة، وعندما اختارت مجلة فوربس الأمريكية شخصياتها اختارت شخصيات عالمية لها (...)