تبادل الأصدقاء عبر رسائل الجوال أوجه الشبه بين الخادمات والأزواج، ولا أعلم ما إذا كان البلاغي الألمعي الذي استخلص هذه الأوجه استخلصها على سبيل الحقيقة أم على سبيل الفكاهة والطرافة، على أن ساحة الحياة الزوجية ملأى بالمخلصين الصادقين الأوفياء من الأزواج، ولكن من ذا الذي يحظى برضا الشمائل في كلّ حين، غير أنّ هذه القضية ليست هي التي أعنيها، ولا أرمي بسهامي في كبدها -فقط- أثارت في داخلي روح المحاكاة وحب التقليد «والفضل للمتقدم» لاستخلاص أوجه الشبه بين مكاتب استقدام الخادمات ومكاتب إتمام إجراءات القبول للمبتعثين والمبتعثات ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وبينهما أكثر من وجه شبه، كلاهما يؤمن ب«كانت مواعيد عرقوب له مثلا» وينتهج نهجه، كلاهما يتولى الرد على الاستفسارات شخص يشهد الله على أنّه ليس هو المسؤول ويحيل إلى شخص آخر، كلاهما الشخص الآخر لا يرد على أنين هاتفه الذي لا ينقطع، كلاهما عندما تعجزه الحيل ينسب الخلل لوجود مشكلة في المكاتب التي تسهّل لهم الأمور في الخارج، كلاهما تتأخر عنده رحلات الوصول لأسباب مجهولة، كلاهما يعد بأن الموضوع سينتهي -بالكثير- بعد ثلاثة أيام أو أربعة، وبعد انقضاء الأيام تنعدم الرؤيا. عاش المبتعثون رحلة معاناة لهثاً وراء مستقبل فُتحت لهم أبوابه من خلال هذا المشروع ذي الأهداف القاطعة التي لا تقبل التشابه والتباين والتضاد، ولكن الخطوة الأولى في الطريق تنطلق من المكاتب التي جعلت من سننها الثابتة إخفاء التقصير والخلل خلف صورة ضبابية، وحقيقة تناثرت أجزاؤها بحيث يصعب لمّ أوصالها، ومنذ الأزل تعلمنا فيما تعلمناه أنّ الصدق هو الخط المستقيم الأقصر والأسرع للوصول إلى الأهداف، فلماذا كان الصدق غائباً عند المشرفين والمنسقين في هذه المكاتب!!.