هل تذكرونها..؟ هل تذكرون تلك الغجرية التي ألهبت مشاعر الكثيرين في الستينات والسبعينات.. هل تذكرون بوحها القاتل وتكسيرها لكثير من القوالب المتعارف عليها في السياق الأدبي والفني أو حتى في اللغة المستخدمة بذلك – التفجر – اللغوي التي كانت تشدو به سواء (...)
نجيب محفوظ من النمط الذي قد يبدأ كتابة وصيته بعبارة:"إذا توفيت لا سمح الله..."أعرف انه روائي كبير ولكن ما يهزني فيه قبل عبقريته الأدبية هو عبقريته في الوعي بقيمة الحياة في زمن يكاد يقدس الموت أو ينظر بريبة لكل ما هو خلاف ذلك.
حين طعنه الظلامي (...)
نوف بنت محمد ليست لأنها الأنثى وحسب، بل لأنها الأم والزوجة والصديقة والضوء والحرف والثقة والشغف والبوح والقلم، جاء إصدارها الثالث "لأنها أنثى..!" في طبعته الأولى لسنة 2010- عن دار الانتشار العربي – بيروت، حيث ملمسه الأناقة التي تُحاكي الأنثى التي (...)
لست مضطرة الى تخيّل دون كيشوت في صورة جديدة فأنا أراه كل صباح في المرآة في وجهي كلما استيقظت من نومي بعينين جديدتين. في كل منا شيء من دون كيشوت الذي اخترعه ميغيل دي سرفانتيس 1547-1616 وما زال حياً. قيل ان المؤلف أراد في روايته الضخمة مجلدات عدة - (...)
في الساعات الأولى وما تلاها من أيام قليلة جداً لسقوط بغداد الذي مهّد أمام قوات التحالف الأميركية والبريطانية احتلال العراق حتى يومنا هذا، كانت كلمات محمد الدوري تقتصر على عبارة "انتهت اللعبة"، ومحمد الدوري الذي كان يترأس بعثة العراق في الأمم المتحدة (...)
تسألني عما تركه غسان كنفاني في ذاكرتي؟ ترك ما لا يتسع له ملحق خاص كامل من "الحياة". سأنتقي من حفريات الذاكرة ما له صلة بما يدور في فلسطين المحتلة اليوم.
غسان كان يعشق الحياة لكنه في الوقت ذاته كان يستخف بالموت وبالاحتياطات الأمنية. كنا في ذلك الزمان (...)
حبيبي السان فالنتان: أجهل تكنولوجيا الحب ولكن ثمة الكثير من الأوهام الأكبر من الحقائق، والحب من بينها وانت شفيعه. وثمة كلمات تلاشت عن أوراقنا مع الألفية المنصرمة وبقيت كلمة الحب. صحيح أنها تثير السخرية تارة، وتبدو اسماً حركياً للكذب تارة أخرى، ولكن (...)
من المؤسف ان تنتقل عدوى احدى المطبوعات الأسبوعية القائمة على الغوغائية والغرضية والنقد المتكلّف والمفتعل، الى منبر له تاريخه وعراقته وأصالته في عالم الصحافة كجريدة "الحياة" التي تكررت بصماتي فيها منذ مدة، لتتوقف عنوة اثر اصداري الجديد "اسرائيليات (...)
لست متأكدة من ان الإعلام المرئي "ينفخ" رهبة الحرب بل لعله يعريها من رهبة الموت والألم ويحولها الى سيرك بشري "مُُسطّح". ولي تجربة شخصية في هذا المجال حين عشت على الأرض موقعة حربية ثم شاهدتها على الشاشة مصورة وخاب أملي!
وباختصار، حدث ذلك الاثنين (...)
لا تزال رائعة شكسبير "ترويض الشرسة" تثير الاهتمام، وتوحي بأفكار لأفلام ومسلسلات يقدمها كل مؤلف بحسب رؤيته للنص الشكسبيري. وتشكل الشخصيات في هذا النص مناسبة للمؤلفين، غربيين كانوا أم عرباً، للقيام بإسقاطات راهنة ذات دلالات اجتماعية ومضامين ثقافية (...)
من تأليف سلافة عويشق واخراج عباس النوري لعبت الفنانة أمل عرفة دور البطولة في تمثيلية تلفزيونية عنوانها "ذاكرة صعبة" الى جانب انطوانيت نجيب وقصي خولي ومحمد آل رشي وسلافة عويشق وآخرين... ولعل المفاجأة الأكبر كانت في متاعبة عباس النوري مخرجاً (...)
المفارقة بين الفن الهابط والفن الاصيل كادت تبدو لفترة شبه معدومة بانعدام الذوق العام، وذائقته الفنية الى حد بعيد. وبدأت تظهر اعراضه في شكل أكثر من واضح، فإذا ما كنا نسمع بين آونة وأخرى ان المتلقي يستاء من طريقة الاستخفاف والاستهانة بالسوية التي (...)
في منطقة الأسواق التجارية وسط بيروت، احتفل الهواة والمحترفون بعيد الموسيقى العالمي في 21 الشهر الماضي. وتزامن الحدث وانطلاقة قرية "فرنكوفونية"، افتتحها وزير الثقافة غسان سلامة قائلاً: "ستتحول عاصمتنا قرية للثقافة تتمثل فيها 55 دولة ويتم تقديم (...)
قدّمت شاشة "أوربت" الفضائية - قناة المسلسلات أخيراً، عملاً درامياً، من الأعمال السورية التلفزيونية الجادة، عنوانها "ثلوج الصيف" من تأليف حسن سامي اليوسف وإخراج محمد فردوس اتاسي، ومن تمثيل جمال سليمان ونجاح حفيظ ووائل رمضان وثراء دبسي وعدنان بركات (...)
وسط المناخ العام الذي يطبع الانتاج التلفزيوني المحلي في لبنان، يأتي المسلسل اللبناني "من برسومي" تبثُّ حلقاته مساء كل اثنين على شاشة "المؤسسة اللبنانية للإرسال"، وتابعنا منه حتى الآن 8 من أصل 14، وقد توافر فيه الكثير من عناصر التشويق الدرامي، (...)
يحدث ان أُسلِّمَ ذائقتي أحياناً الى كل ما هو شائع وسائد ومستبد. وعندما يتفاقم الرخيص، ويشحّ النفيْس... تعزّ علينا المقارنة، تماماً كما تجرفنا المفارقة، رغماً عنا أو رغبة منّا، أو بعيداً من الاحتمالين معاً... لاحتمال أشدّ وطأة وشمولية ربما...
وبما ان (...)
في زمن تراجع الحبر أمام الصورة، وتردي الورق الأبيض أمام بريق العدسة، وتقهقر الفكر والتأمل أمام الميكروفون، هل تتحول الشاشة الصغيرة كتاب العصر البديل؟ سؤال يُطرح تباعاً على معظم مسؤولي البرامج الثقافية: لماذا يغلب الطابع الفني على عموم البرامج (...)
بكثير من السرور والاكبار قرأت حوارك الذي أجراه معك الشاعر اللبناني لامع الحر، وقولك أنك تأثرت بي لغوياً تأثراً شديداً وثناءك على ما قدمتُه أدبياً في عالم اللغة.
سررت على الصعيد الشخصي لأن الثناء يُفرح قلب المرء وأنا لم أتنصل يوماً من طيني (...)
اقترح على القارئ العربي قراءة الكتب كلها التي تم منعها في السنوات الاخيرة لسبب او لآخر، وتعددت الذرائع والميول القمعية واحدة ليبدأ بقراءة "الوليمة" مع السوري حيدر حيدر والشاعر الاردني المرتد موسى حوامدة واليمني محمد عبدالولي الشيوعي الملحد الناجي من (...)
"أرى حزناً كثيراً... أرى دماً... كثيراً من الدم".
هذا ما قالته العرافة للبيك النائب في روايتي "بيروت 75" التي صدرت قبل الحرب اللبنانية بأشهر عدّة. ويتابع الراوي في روايتي قائلاً عن العرافة "ثم صارت تشهق وترتجف كإنها تشهد أمام عينيها مذبحة قادمة من (...)
أعترف أنني لا أودع قرناً ولا أستقبل قرناً آخر حقاً... وليلة 31/12/1999 التي سنصحو بعدها على 1/1/2000 تشبه عندي هذه الليلة أو أية ليلة أخرى. فكل يوم هو بداية لسنة جديدة بمعنى ما، وأحب أن أختار ذلك اليوم بنفسي دونما هستيريا جماعية. وإذا كان لا بد من (...)
الحدث الفكري الاهم عالمياً ومحلياً - من وجهة نظري - هو الذكرى الخمسون للاعلان العالمي لحقوق الانسان. وهو حدث تزداد أهميته في نظري كلما قلّ اهتمامنا المحلي به كما هي حالنا للأسف، واحتفالنا الفاتر به كعرب على حدود التعتيم الاعلامي وتتفرع عن هذا الحدث (...)