حبيبي السان فالنتان: أجهل تكنولوجيا الحب ولكن ثمة الكثير من الأوهام الأكبر من الحقائق، والحب من بينها وانت شفيعه. وثمة كلمات تلاشت عن أوراقنا مع الألفية المنصرمة وبقيت كلمة الحب. صحيح أنها تثير السخرية تارة، وتبدو اسماً حركياً للكذب تارة أخرى، ولكن راية تلك الكذبة الصادقة ما زالت مرفوعة فوق الأعصاب المتوترة الهاذية. ولا تزال ورقتي البيضاء تكتب لي "يا حمقاء" اذا ترددت في كتابة رسالة حب عليها. يا حبيبي السان فالنتان.. تعامل رعاياك كديكتاتور من العالم الثالث لكننا نحبك ونغازلك حتى ولو هدروا دم الورقة التي نكتب عليها لك. ففي زمن الكراهية ثمة من يركض الى الملجأ حين يسمع كلمة حب ويدق طبول الحرب ويقرع صفارات الانذار ويطلق النار على حرفين: الحاء والباء أو يحاول الزج بحرف الراء بينهما. يا عزيزي السان فالنتان، كنتُ دائماً منحازة إليك فأنا أعشق الحب وأتحاشى الحبيب، لذا أريد ان تظل تنتظرني لأنني لن أحضر، وتحب ثرائي لأنني فقيرة وسطوتي لأنني وحيدة ومشرّدة وهامشية. وتصدقني لأنني الكذب الذي لا يرقى إليه الشك. وأريد أن أظلّ أحبك لأنك تسقيني عطشي فأرتوي، وتأمرني بالكف عن الثرثرة حين أصمت وأجد في زلزالك استقراري وأنتمي الى زئبقك الهارب خارج الأوعية.. وليظلّ الفراق هو اللقاء اليومي لنا، ودمت لغير المخلصة! كاتبة سورية