اقترح على القارئ العربي قراءة الكتب كلها التي تم منعها في السنوات الاخيرة لسبب او لآخر، وتعددت الذرائع والميول القمعية واحدة ليبدأ بقراءة "الوليمة" مع السوري حيدر حيدر والشاعر الاردني المرتد موسى حوامدة واليمني محمد عبدالولي الشيوعي الملحد الناجي من نار القمع بوفاته عام 1973، ولا بأس في اعادة قراءة "اولاد حارتنا" رواية نجيب محفوظ التي استحق عليها سكيناً في عنقه هدية وفاء من الذين يقدرون دور الادب في الدخول الى القرن الحادي والعشرين بدلاً من العودة الى العصور الوسطى، وبوسعه اذا كان يفضل الدراسات الفكرية مطالعة كتب نصر حامد بو زيد الذي يعيش في الغرب بالحرام مع زوجته الاستاذة الجامعية المطلقة منه بأمر "اللحى الكثة والعقول الرثّة" وعشرات الاعمال الادبية والفكرية المقموعة بما في ذلك بعض روايات إحسان عبدالقدوس التي تم إصدارها في طبعات مهذبة بعد وفاته، و"شذرات" رولان بارت التي قامت الترجمة العربية بتأديبها وسواها لا يحصى... وبوسع القارئ ان يطالع هذه الكتب وسواها في فصل الصيف او فصل الشتاء، لا فرق. فقد ماتت الفصول ولم يبق إلا "فصل القمع" الهاجم علينا كالعصر الجليدي الزاحف على مقبرة يهبط عليها الظلام تمتد من الخليج الشاخر الى المحيط الصافر رتابة وتكراراً وكليشيهات ولبيك "عبدالقامع". واقترح ان تتم هذه القراءات على انغام مارسيل خليفة في اغنيته اليوسفية الشهيرة. وقد يحب القارئ بعض الكتب المقترحة او يجدها عادية او تافهة او قابلة للنقاش، لكن المتحضر يرد على الابجدية بمثلها، لا بقمعها. وعلى رغم السعادة السرية لبعض زوجات العباقرة بالخلاصممن ازواجهن بالتطليق الارغامي، لا يملك المرء الا الاعتذار من الكرامة الانسانية للمؤلفين عن هذا الاسفاف. واتمنى لقارئي صيفاً من الاوكسجين. روائية من سورية.