الحدث الفكري الاهم عالمياً ومحلياً - من وجهة نظري - هو الذكرى الخمسون للاعلان العالمي لحقوق الانسان. وهو حدث تزداد أهميته في نظري كلما قلّ اهتمامنا المحلي به كما هي حالنا للأسف، واحتفالنا الفاتر به كعرب على حدود التعتيم الاعلامي وتتفرع عن هذا الحدث عناوين كثيرة بينها ما هو سياسي وما هو انساني وغير ذلك، ولن أتوقف في هذه العجالة عند الجانب النسوي رغم أهميته، وحاجتنا كعرب لوداع العصور الوسطى على مشارف القرن الحادي والعشرين في هذا المجال وغيره، ناهيك عن استحالة تحريرها منفردة ولا بد من نظرة شمولية الى تحرر الانسان العربي في الزمن السيرينيتيكي حيث العالم يتطور وشعارنا يتظور رقصة التانغو: خطوة الى الأمام وخطوتان الى الوراء في المجالات كلها. اكتفي اليوم بالاشارة الى الجانب الثقافي في هذا الاعلان عن حقوق الانسان، والتوكيد عل الحرية الفكرية بما في ذلك حرية الخطإ وحرية الآخرين في الانتقاد وليس في الكمامات لنا، وما منع كتاب الشاعر لامع الحر اليوم وقبله كتاب "حديقة الحواس" الا مجرد حلقتين في سلسلة طويلة من "الممنوعين" في اقطارنا العربية بدرجات متفاوتة ناهيك لعشرات من كتبي الممنوعة هنا وهناك. قضية حرية التعبير نتذكرها بإلحاح في بيروت بالذات عاصمة الحرية العربية التي يجب ان تظل كذلك ويظل الملهم الادبي الاول يدعى "الحرية" فبدونه تصير حروفنا كتابة بالازرق فوق البحر. ترى هل هي مصادفة ان البلدان الاكثر رقياً ورفاهية وتطوراً في كوكبنا هي التي لا يعاني ابناؤّا من التضييق على الحريات ويسود التسامح الفكري والتعايش؟ وأين نحن من هذا؟ * كاتبة سورية مقيمة في باريس.