تحركت عدة أسواق بمكةالمكرمة، متأثرة بمشروع الإزالة الضخمة لأحد أكبر العشوائيات بأم القرى، بشارع المنصور وحوش بكر، في خطوة غير مسبوقة، لتحويلها إلى وجهة جديدة بالتطوير العصري، لاستثمار موقعها القريب من غرب مركزية مكة، واستغلال مساحتها الكبيرة لتعزيز خدمات قاصدي بيت الله الحرام في قطاعات، الإسكان، والنقل، والتغذية، والتسوق، والصحة، وأيضاً للارتقاء بها عمرانيًّا واجتماعيًّا بهويةٍ معماريَّةٍ فريدة، الأمر الذي يسهم في تحريك عجلة النهضة العمرانية لقبلة العالم مكةالمكرمة، وتحفيز القطاع الخاص بمشاريع جاذبة. الأسواق المستفيدة من إزالة العقارات العشوائية والمهجورة والخربة هي أسواق المستعمل والسكراب ونقل الأثاث. ووقفت "الرياض" على مئات الأجهزة المنزلية، من مكيفات شباك وثلاجات وغسالات ومواقد النار، ودواليب غرف النون والمطابخ، فيما كشف محمد ناشري" متعامل" أن 60 % من أثاث عقارات حي شارع المنصور وحوش بكر هي بضائع سكراب للاستفادة من النحاس والألمنيوم والحديد. ورصدت "الرياض" كميات هائلة من مخلفات منازل الأفارقة من مخبوزات ناشفة كانت داخل بيوت لتعبئتها وبيعها لأصحاب المواشي. سيارات النقل بأحجامها المختلفة وجد أصحابها أنفسهم أمام سوق رائج في ظل ارتفاع الطلبات لدرجة الحجز المسبق، ويشير أحمد نيازي "سائق" نقل إن الأسعار تتراوح ما بين 300 إلى 350 لحملة السيارة الكبيرة ومن 100 إلى 150 ريال لحمولة سيارة النقل الصغيرة على أن تكون داخل الأحياء الشعبية بمكةالمكرمة والقريبة من مواقع الإزالة. الأبواب والنوافذ الحديدية والألمنيوم شهدت إقبالا واسعا للبيع كسراب أو لإعادة الاستخدام من قبل المقيمين من الجنسيات الآسيوية. ولا أدل على زحام مندوبي مؤسسات السكراب أن الساحة الكبيرة بحوش بكر، تحولت إلى مواقف لسيارات جمع السكراب، والتي تستقبل الأفارقة الراغبين في بيع المكيفات وقطع أسياخ وألواح الحديد، وقطع وليات النحاس، ومولدات المياه، وقطع الأجهزة الكهربائية التالفة، وأجهزة الحاسب الآلي، والهواتف المحمولة، وقطع السيارات. الملابس المستعملة كانت حاضرة بجلاء في أسواق مخلفات المواقع المزالة، وبكميات كبيرة، من الثياب والملابس الرجالية والنسائية المستعملة الصيفية والشتوية والعباءات والأشمغة، والأغطية. ورصدت "الرياض" أثناء تجولها في الحي الذي يغادر الذاكرة المكية على غير رجعة، في ذروة انشغال سكانه المخالفين، لنظام الإقامة، والعمل، والزيارة، بوجود كميات من الملابس المستعملة، المحفوظة في أكياس قماشية، بهدف نقلها وبيعها. وبتحويل منطقة المنصور وحي حوش بكر إلى منطقة تطوير عقاري، ببنية عصرية ينتهي تاريخ طويل لأحياء مخالفة كانت جاثمة على أم القرى، لأكثر من نصف قرن، فيما ساهم مشروع الإزالة في تشديد الخناق وتقويض مساحات العشوائيات بطمس صور المطاعم العشوائية التي تقوم بطهي وشواء اللحوم والدجاج في الشوارع وعلى قارعة الطرق لبيعها. مشاهدات "الرياض" كشفت أن الإزالة ساهمت بجلاء في نزع ملكيات عقارات في أحياء تتميز بفقر الخدمات الأساسية، وضعف البنية التحتية، إضافة إلى اكتظاظها بالسكان، وعدم النظامية بمفهومها الواسع في تلك الأحياء. سوق المستعمل حركته الإزالات