نجيب محفوظ من النمط الذي قد يبدأ كتابة وصيته بعبارة:"إذا توفيت لا سمح الله..."أعرف انه روائي كبير ولكن ما يهزني فيه قبل عبقريته الأدبية هو عبقريته في الوعي بقيمة الحياة في زمن يكاد يقدس الموت أو ينظر بريبة لكل ما هو خلاف ذلك. حين طعنه الظلامي بالخنجر، وكان محفوظ في ربيع الثمانينات من عمره صارع الطعنة واستمر مصراً على العيش قرناً على الأقل واقتراف الحياة. انه رائد حركة المقاومة من أجل الحياة. قد يكون محفوظ قادراً على تلقيننا دروساً في فن الرواية أو لا يكون، لكنه بالتأكيد يعلمنا درساً في التمسك بالحياة والاستمرارية والعطاء. لو سألوا محفوظ وهو يحتضر ويلفظ أنفاسه الأخيرة ماذا يريد لطلب قلماً وورقة لوصف المشهد من الداخل، لكي يعيش موته أيضاً.