في منطقة الأسواق التجارية وسط بيروت، احتفل الهواة والمحترفون بعيد الموسيقى العالمي في 21 الشهر الماضي. وتزامن الحدث وانطلاقة قرية "فرنكوفونية"، افتتحها وزير الثقافة غسان سلامة قائلاً: "ستتحول عاصمتنا قرية للثقافة تتمثل فيها 55 دولة ويتم تقديم الثقافة الراقية والفنون العالية المستوى، وأيضاً فنون الصغار". وقد أُعدّت لهذا الغرض جملة من التحضيرات تجلّت في مشاركة مئة تلميذ وتلميذة من مدارس المقاصد قدموا نشيد "حوار الحضارات" باللغتين العربية والفرنسية، ووضع الكلمات العربية عدلا شاتيلا والفرنسية موزار شاهين. ونظمت السفارة الكندية معرضين في منطقة الأسواق، الأول مجموعة اعمال فوتوغرافية للمصور "مانوك"، والثاني معرض "الطباعة لفناني الشعوب الأوائل من ساحل الباسيفيك الكندي"، وقد تضمّن لوحات عدة لفنانين هنود منهم: تيم باول، سوزان بوينت، طوني هنت، كلارنس ميلز وآخرون. ويبدو ان الحضارة الأولى تتسم ببدائية استخدام اللون، وفطرية الحس الفني عند شعوب الباسيفيك، التي اعتمدت الخطوط الانسيابية للتعبير. وتدل الألوان المستخدمة الى حضور الطبيعة عبر الأحمر القاني، والأخضر، والأزرق، الخ... وفي الذكرى الخامسة عشرة لغياب عاصي الرحباني اقيم احتفال رعاه رئيس الجمهورية اميل لحود. وللمناسبة أصدر نقيب الناشرين اللبنانيين جوزيف رعيدي كتاباً عنوانه "الأخوين رحباني- طريق النحل" ضمن سلسلة "منارات من لبنان" والكتاب من تأليف الشاعر هنري زغيب، والاحتفال في قصر اليونيسكو تكلم فيه إضافة الى رعيدي وزغيب، الشاعر سعيد عقل في مداخلة مصورة عُرضت على شاشة المسرح قال فيها: "عاصي هبة القرن العشرين، ومنصور لا يختلف عنه بالتميز". وكلمة لمنصور الرحباني الذي هرم منه الجسد وانحنى، وظلت فيه قامة الموهبة شامخة علية وحيوية... تجلّت في بُحة الصوت الآسر المعتّق في حنجرة سكبت في مسامع الحضور رهافة وشجناً لا يُنسى، قال: "أخوان صارا في المضمر، صارا ذاكرة شعب وتاريخ، فبالأمس القريب، يوم هبّ العالم العربي من أقصاه الى أقصاه لمساندة الانتفاضة، لم يجد إلا "زهرة المدائن"، وحين أراد لبنان ان يتمسك بلبنان، كل لبنان، لم يجد إلا "بتتلج الدني بتشمّس الدني، ويا لبنان بحبك تتخلص الدني". على صعيد آخر تحرص الشاعرة العراقية لميعة عباس عمارة على زيارة بيروت وتلبية الدعوات المتعطّشة لفرات الشعر ودجلة الرؤى، وتواصل اللقاءات الشعرية الحميمة، التي تُثبت ان الشعر لم يزل في النفوس يزهر كعهده الأول وربما أكثر. والشاعرة التي تعيش حالياً في الولاياتالمتحدة تستذكر بيروت التي سكنتها طويلاً وتزور فيها أصدقاء يتحلقون حول شعرها الحي.