هل تذكرونها..؟ هل تذكرون تلك الغجرية التي ألهبت مشاعر الكثيرين في الستينات والسبعينات.. هل تذكرون بوحها القاتل وتكسيرها لكثير من القوالب المتعارف عليها في السياق الأدبي والفني أو حتى في اللغة المستخدمة بذلك – التفجر – اللغوي التي كانت تشدو به سواء في رواياتها التي كانت قمة حدسها بما حصل في بيروت عندما كتبت رواية كوابيس بيروت عام 75م فبشرت بتلك الحرب القذرة وغيرها التي دمرت بيروت أو ذايقتها الشعرية في ديوانها حب.. أو أعلنت عليك الحب. و لا بحر في بيروت إلا هو شيء من بوحها الذي يعطيها الكثير من الصدق. أين أنت أيها الأحمق الغالي ؟ ضيعتني لأنك أردت امتلاكي ! .... * * * ضيعتَ قدرتنا المتناغمة على الطيران معاً وعلى الإقلاع في الغواصة الصفراء ... * * * أين أنت ؟ ولماذا جعلت من نفسك خصماً لحريتي ، واضطررتني لاجتزازك من تربة عمري ؟ * * * ذات يوم ، جعلتك عطائي المقطر الحميم ... كنت تفجري الأصيل في غاب الحب ، دونما سقوط في وحل التفاصيل التقليدية التافهة .. * * * ذات يوم ، كنتُ مخلوقاً كونياً متفتحاً كلوحة من الضوء الحي ... يهديك كل ما منحته الطبيعة من توق وجنون ، دونما مناقصات رسمية ، أو مزادات علنية ، وخارج الإطارات كلها ... * * * لماذا أيها الأحمق الغالي كسرت اللوحة ، واستحضرت خبراء الإطارات ؟ * * * أنصتُ إلى اللحن نفسه وأتذكرك ... يوم كان رأسي طافياً فوق صدرك وكانت اللحظة ، لحظة خلود صغيرة وفي لحظات الخلود الصغيرة تلك لا نعي معنى عبارة "ذكرى.." كما لا يعي الطفل لحظة ولادته ، موته المحتوم ذات يوم ... * * * حاولت أن تجعل مني أميرة في قصرك الثلجي لكنني فضلت أن أبقى صعلوكة في براري حريتي ... * * * آه أتذكرك ، أتذكرك بحنين متقشف ... لقد تدحرجت الأيام كالكرة في ملعب الرياح منذ تلك اللحظة السعيدة الحزينة ... لحظة ودعتك وواعدتك كاذبة على اللقاء وكنت أعرف أنني أهجرك . * * * لقد تدفق الزمن كالنهر وضيعتُ طريق العودة إليك ولكنني ، ما زلت أحبك بصدق ، وما زلت أرفضك بصدق ... * * * لأعترف ! أحببتك أكثر من أي مخلوق آخر ... وأحسست بالغربة معك ، أكثر مما أحسستها مع أي مخلوق آخر ! ... معك لم أحس بالأمان ، ولا الألفة ، معك كان ذلك الجنون النابض الأرعن النوم المتوقد .. آه أين أنت ؟ وما جدوى أن أعرف ، إن كنتُ سأهرب إلى الجهة الأخرى من الكرة الأرضية ؟ ... * * * وهل أنت سعيد ؟ أنا لا . سعيدة بانتقامي منك فقط . * * * وهل أنت عاشق ؟ أنا لا . منذ هجرتك ، عرفت لحظات من التحدي الحار *** وهل أنت غريب ؟ أنا نعم . أكرر : غريبة كنت معك ، وغريبة بدونك ، وغريبة بك إلى الأبد.