"الرواية العالميّة تنضج يوماً بعد آخر، وتتطوّر، بينما نحن في سورية نستمر في تناول التاريخ أفقياً..."، بهذه الكلمات عبّر نهاد سيريس عن همّه الجمالي والابداعي الأوّل، وهو تجاوز القوالب المستهلكة، والأساليب المتعارف عليها. كما أكّد الروائي السوري الذي (...)
بسط العثمانيون سيطرتهم على سورية فترة هي الأطول زمنياً في تاريخ السلالات المتعاقبة على حكم تلك البلاد. ومع ذلك فان الآثار المعمارية للامبراطورية العثمانية لا تكاد تذكر، مقارنة بآثار عصور أخرى عرفت مثلاً سيطرة الأمويين والأيوبيين والمماليك. (...)
"كل ما نقع عليه اليوم من تعميمات، على مستوى التعامل مع النتاج الروائي، ليس إلا تعبيراً عن قصور في الوعي النقدي، ووهن في الأدوات النظريّة"، هكذا يردّ فواز حداد على منتقديه، معتبراً أن "حالة كسل وعقم استبدت بمعظم المشتغلين في مجال النقدالأدبي في (...)
ليست أزمة النشر العربي بالنسبة إلى فخري كريم أزمة قراءة، بل أزمة توزيع وحريّة تعبير. فهو يعتبر أن القارئ لم تعد له مرجعية تخفف عنه عبء الحصار الثقافي والاجتماعي والسياسي الذي يعيش. ويذكّر هذا المثقّف والسياسي العراقي المقيم في دمشق ان "عشرات (...)
عندما أطلّ على الساحة الشعريّة العربيّة، قالوا إنه "ظاهرة عرضية سرعان ما ستزول، بدوي فلاح سيغني بضعة مواويل وينتهي". وها هو الشاعر السوري يقف اليوم بقامته الفريدة، كأحد أبرز معالم الحركة الشعريّة في النصف الثاني من القرن العشرين الشاعر من مواليد (...)
يعتبر هاني الراهب أن "الأدب تحليل للواقع بغية تغييره"، ويؤكّد أنّه حتّى الآن لا يعرف لماذا فُصل من اتحاد الكتّاب العرب في سوريّة! كما يطرح الأديب السوري المتخصص في الأدب الصهيوني نظريّة المحاورة مع العدوّ من موقع قوّة، فإذا "حاورت عدوّاً وأنت جاهل (...)
بعد سنوات من الصمت، نُشرت خلالها أحاديث وحوارات صحافيّة منسوبة إليه، قرّر محمد الماغوط أن يفتح قلبه ل "الوسط"، في مناسبة صدور أعماله الكاملة ومسرحيّته "خارج السرب" عن "دار المدى" في دمشق. ومن صومعته الدمشقيّة، تحدّث الشاعر الكبير الذي خرج من جبّته (...)
أسسها لاجئون فلسطينيون هاربون من بطش الفرنجة قبل تسعة قرون، وكان فيها أعظم جامعة إسلامية في القرون الوسطى. تلك هي الصالحيّة التي انقلب عليها الزمن، وضربتها الكوارث، ونهبها اللصوص، وتناوب عليها الغزاة... ماذا بقي اليوم من هذا الحيّ الدمشقي العريق (...)
يواجه الكتاب العربي منذ سنوات تحديات كبيرة، من بيروت التي جاء معرضها الأخير للكتاب ليكشف قبل أسابيع عن مراجع النشر وأزماته، إلى القاهرة التي تحتضن هذه الأيّام معرضاً دولياً يسلّط الضوء على كمية المصاعب والتحديات التي يواجهها الكتاب العربي. فإضافة (...)
قبل ان تصل الى ضريح "الشيخ الاكبر" محي الدين بن عربي ومسجده، في صالحية دمشق، لا بد ان تجتاز مسالك صعبة، مكتظة بالعابرين، صنعتها عربات الباعة، والبضائع المكدسة امام المتاجر الضيقة، فسوق "الجمعة" او "سوق الشيخ محي الدين" كما يحلو لكثيرين ان يسمّوه، (...)
"قد يكون هذا العمل واحداً من أهم تجارب حياتي، إذ تجاوزنا المحرّمات وأعدنا اكتشاف انسانيّتنا. وهذا الحلم لم أستطع تحقيقه على مدى أربعين سنة في المسرح"، هكذا تحدّث الفنان العراقي عوني كرّومي عن مسرحيّة "العرس" التي قدّمها في دمشق مع طلاب "المعهد (...)
يعاني الأديب العربي من حواجز كثيرة تحول دون انتشار أعماله على مستوى واسع، وهذا الحصار دفع عدداً من الروائيين إلى الارتماء في أحضان التلفزيون. تحاول "الوسط" أن ترصد هذه الظاهرة، انطلاقاً من التجربة السوريّة التي تمثّل شريحة معبّرة. فبعض الأدباء (...)
عشر سنوات مضت على رحيل فواز الساجر المفجع، ولا يزال مكانه شاغراً فوق الخشبة السوريّة والعربيّة. عشر سنوات تفصلنا عن مسيرة غنيّة، قصيرة كحياة الشهب، حافلة بالمحطّات المضيئة: من "مذكّرات مجنون" إلى "رحلة حنظلة"، ومن "رسول من قرية تميرة" إلى "سكّان (...)
حين يستعدّ "مخرج الجوائز" لتقديم "روميو وجولييت" في "مسرح النخبة"، ويدخل على الخط زائر غامض ليقلب الأدوار ويحوّر الوقائع ويغيّر مجرى الأحداث ويعيد خلط الأوراق ويقحم الشخصيّات في "عمليّة سلام" ملفّقة... كيف يمكن أن تكون النهاية؟ بفشل العرض طبعاً، (...)
هل كان بمقدور جيل السبعينات أن ينجو بنفسه من مصير محتوم أشبه بمصائر أبطال التراجيديا الأغريقية؟ السؤال ما زال مطروحاً على الساحة الشعريّة في سوريّة، بعد مرور 15 عاماً على موت رياض الصالح الحسين الذي اعتبر رحيله العبثي تعبيراً مجازيّاً عن انتهاء تلك (...)
"لعبة الديموقراطية يتقنها الاسرائيليون ببراعة: من ناحية يطلقون النار ومن الناحية الأخرى يدينون هذه التصرفات. هذا ما حصل في دير ياسين وكفرقاسم وصبرا وشاتيلا وكل المجازر..." : بهذه الكلمات القاسية، تحدّث محمد بكري معبّراً عن مرارته ويأسه من التعامل مع (...)
عندما رأى سعدي يوسف الكنغر للمرة الاولى في مدينة سيدني الاسترالية، استهوته خطواته الواثبة، وهو يتلفت في غير ذعر، لا يبالي بالمتفرجين، صغاراً أو كباراً. "الكنغر لا يستقر طويلاً في مستقر حتى لكأنه يستمتع بانتقالاته الرشيقة، معتبراً الفضاء الوسيع بيته (...)
"الجوائز الأدبية تكريم لجهود الكاتب، وهي لا تختلف كثيراً عن إطراء الرجال لجمال المرأة، لكن المرأة الذكية تبحث عن الاحترام إلى جانب الإطراء"، بهذه الكلمات علّق وليد إخلاصي على فوزه بجائزة سلطان العويس للقصة والرواية. وفي حلب المدينة التي ارتبط بها (...)
هل كان الزير سالم يريد القضاء على جساس؟ وماذا اذا نظرنا إلى جسّاس بصفته مقاوماً وصاحب قضيّة؟ هذه بعض الأسئلة التي يثيرها ممدوح عدوان في مسلسل تلفزيوني كتبه انطلاقاً من "حرب البسوس". خاض الأديب السوري على مدى سنتين في المراجع والوثائق متعاوناً مع (...)
"الشعارات الفارغة هي التي أوصلتنا إلى ما نحن إليه" يصرخ علي فرزات، متّهماً المثقّفين بالعجز عن الحوار، وفنّاني الكاريكاتير بأنّهم أصبحوا "مثل عمّال الدهان". والرسام السوري الذي عرف معرضه الأخير في "غاليري السيد" نجاحاً واسعاً، يتناول في هذا الحوار (...)
إذا كان الحدث الثقافي الأبرز على الساحة السوريّة، خلال العام 1996، هو التكريم العالمي الذي حظي به سعد الله ونوس، فان رحيل الكاتب الكبير خلال العام التالي طغى على ما عداه في المشهد الثقافي السوري. رحل ونّوس أواسط العام 1997، وترك المسرح العربي، (...)
قرأت باهتمام ملاحظات القارئ مؤنس البخاري من دمشق حول مقالي عن "المريض الانكليزي" المنشور في "الوسط"، وليسمح لي السيد البخاري أن ألفت نظره إلى المسائل الآتية:
أولاً: يتهمني مؤنس بأنني "زعمت" بأن الممرضة التي قطعت أصابع كارافادجو مسلمة وهي راهبة، (...)
ماذا حلّ بتجارب الثمانينات الواعدة في السينما العربيّة؟ هذا هو السؤال الأساسي الذي يتبادر إلى الذهن، ويرافق المشاهد على امتداد عروض "مهرجان دمشق السينمائي" الذي انتهت دورته العاشرة أخيراً على شيء من الخيبة والشعور بالنقص والقلق. ولعلّ انتاج البلد (...)
حققت رواية "المريض الانكليزي" رواجاً واسعاً، لم تكن تتوقّعه "دار المدى" حين غامرت بنشر ترجمتها العربيّة. ثم جاء فوز الفيلم المقتبس عن الرواية بجوائز الأوسكار، ليحقق رواج الرواية التي عرّبها أسامة إسبر، وراجع طبعتها الثانية سعدي يوسف. فيما يلي عودة (...)
في سيرته القروية "الريح تمحو والرمال تتذكر" دار المدى"، دمشق، يلجأ حسب الشيخ جعفر إلى تقنيّة الفلاش باك ليسبغ على نصّه قدراً من الغرابة والإثارة. فالكتاب يبدأ من رحلة روسية قام بها الشاعر في الثلث الأخير من سنة 1989، ضمن اطار بعثة تدريبيّة على مهن (...)