قرأت باهتمام ملاحظات القارئ مؤنس البخاري من دمشق حول مقالي عن "المريض الانكليزي" المنشور في "الوسط"، وليسمح لي السيد البخاري أن ألفت نظره إلى المسائل الآتية: أولاً: يتهمني مؤنس بأنني "زعمت" بأن الممرضة التي قطعت أصابع كارافادجو مسلمة وهي راهبة، وبأنها لم تقطع أصابعه، بل الذي قطعها الضابط النازي. وأنا أحيل الاخ مؤنس إلى الفيلم ليشاهده مرة أخرى وليرى ويسمع من الضابط النازي قوله: "إنها مسلمة وستقيم عليك حد الزنا"، وأيضاً ليتأكد من أنها هي التي قامت بقطع أصابع كارافادجو بموس الحلاقة الذي اعطاه لها الضابط النازي والذي سيثبت لك ذلك هو المخرج عينه الذي ركز لقطات كبيرة على وجه الممرضة وعلى يديها لحظة تنفيذ الحكم! ويا عزيزي اريد ان أخبرك بأنني لست من أتباع نظرية المؤامرة ولست من المعجبين بها، ولكني اتساءل لماذا يختلق المخرج هذا المشهد غير الموجود أصلاً في الرواية، وإذا اردت ان أجيبك فهو يعني ان العرب تعاملوا مع الألمان النازيين أثناء الحرب وعليهم ان يدفعوا ثمن ذلك، وهذه الفكرة يمكن لك ان تعثر عليها في كل الأدبيات الصهيونية الكلاسيكية وآخرها كتاب نتانياهو "مكان تحت الشمس". ثانياً: لم أقصد أهل طبرق ولا سكان الصعيد عندما تحدثت عن لباس الرأس الخليجي الحطة والعقال، بل قصدت سكان القاهرة وتحديداً مشهد لقاء ألمازي وكاترين في بيتها القاهري، فأعتقد بأنك ما زلت تذكر لباس سكان القاهرة "الخليجي" عندما كان ألمازي وكاترين يتمشيان في الأسواق. ثالثاً: أما نظرة ألمازي إلى صديقه مادوكس شزراً عندما كان يطعم عربياً بيديه طرداً للملل وانزعاج الممرضة وترددها لدى تلقيها الأوامر من الضابط الألماني فلم ألحظهما لأن أنظاري كانت مركزة على بشاعة المشهدين...! ثم ألم تلحظ يا عزيزي مؤنس بأن الأحداث تجري في المنطقة العربية والعرب كانوا عبارة عن قطع ديكور صامتة، وما هو مبرر حذف شخصيتين مصريتين من البعثة الصحراوية؟ وهما موجودتان في الأصل الروائي... أرجو ان يتسع صدرك لهذا التوضيح. تيسير خلف دمشق - سورية