ظهر محافظ بيروت في مظهر تعتريه الكآبة والحسرة والألم، وبينما كان يحث الشعب اللبناني على التماسك لم تتماسك دموعه عن الخروج..
وبينما كانت الأحداث المنتظرة في الأسبوع المقبل على الصعيد السياسي اللبناني وعلى رأسها قرار المحكمة بشأن نتائج تحقيق مقتل (...)
قبل أيام قليلة وقع الرئيس الأميركي ترمب قرارا تاريخيا لا يمس التعليم فحسب، بل يمس الابتكار والإنتاج والمعرفة وكل مناحي التطور، وهذا القرار هو عدم وضع الاعتبار للشهادة في التقييم والقبول وحدها؛ بل المهارة أضحت قيمتها أكثر من الشهادة، والمهارة ليست (...)
إن كلمات مثل العوام، الدهماء، وغيرها، مما عجت به خطب الأوّلين، وكتبهم، وفقههم، ومناهجهم، وطرق استنباط الأحكام التي كان يغلب عليها مراعاة الهوّة الشاسعة بين العالم، والفقيه، والكاتب، وبين المتلقي، والمستمع، والمتعلّم، أصبحت في زماننا غير ذات جدوى، (...)
تمر الدول آحادا وجماعات بمنعطفات في غاية القسوة والعنف والتعقيدات، لاتكاد تجد دولة ذات صدى دولي، وقوة اقتصادية وثقافية إلا ولها من العقبات والتحديات والانكسارات والهزائم نصيب.. على سبيل المثال وليس الحصر الولايات المتحدة الأميركية، مرت بأحداث غاية (...)
هل ثقافة مجتمع ما أساسها وجوهرها ومحورها وصانعها هو التعليم،
أم أن قائدها، وموجهها، وقبطانها هو تربية المجتمع، وعادات المحيط الذي ينتمي له الفرد؟ دار هذا السؤال في مخيلتي عندما قرأت المثال التوضيحي الذي استشهد به أحد المفكرين وهو يناقش مشكلة (...)
يجب أن يتفهم صانعو قرار التعليم التغيير العظيم في الحضارة البشرية، وشروط الانطلاق وفق عصرنا الحاضر، وأسباب الريادة والتمكين ضمن مضمار حياة البشرية الحديثة، إن تعميم التعليم وتسهيل فرص التعلم لا تخلق جيلًا مفكرًا خارج الصندوق، وخلّاقًا للحلول، (...)
تشريع الأنظمة والقوانين وسنّها قد لا يتطلب جهودًا عبقرية، ولا شخصيات نادرة في إحداث التغيير، إذ أن رسم الواقع وتصوره وكتابة خططه، وتقرير نماذجه ليس عصيًا على الأفراد وبأعداد وافرة في المجتمعات، بل إن صعوبة الأنظمة والقوانين تكمن في تطبيقها وتحفيز (...)
كل من يشاهد ما يحدث في الساحة من جُل الجماعات المتطرفة، وغيرها من الجماعات ذات الأطماع السياسية، يجد كلمة واحدة مشتركة وذات تأثير وذكر بكل تلك الأحداث، وبلا شك هي كلمة "قطر"، فالقاعدة وبلسان منتسبيها يذكرون اسم قطر كممولة أو كمتعاونة، أو كمرحلة (...)
أطل الشيخ المدلل لولي نعمته (إيران) وحذاؤها الذي تنتعله لتمرير أجندتها، حسن نصر الله يتحدث بشبق لا يُضاهى، وبغيرة تكاد تتفتق لها العيون، وتذوب الأكماد على نصائحه الممجوجة، يحدثنا عن الإذلال وخطورته، ويحدثنا عن الكرامة وقيمتها، وأسهب السفاح في حديثه (...)
الإنسان بطبيعته يحب ويعشق حد الثمالة نغمات وشعارات (الحقوق)، ويهرب ويملّ من سماع من يُلزمه بواجباته، بل أنه (يُنبّش) كل القوانين والأنظمة ويعسفها عسفًا ليبحث عن مخارج للهروب من واجباته والتزاماته.
دليل وعي الشعوب أن تنتشر فيها ثقافة الحقوق ومطالبها، (...)
إذا ما علمنا أن الدين له مسلّمات لاتقبل المساس بحال، وثوابت هي أصل الديانة، والميل عنها خروج من رِبقة الدين كأركان الإسلام والإيمان، وأن هناك مساحة أخرى شاسعة الغور، هي ما يخص شؤون الناس وحياتهم، وكان الله جل في علياه لو أراد لهذه الأمور أن تكون من (...)
خطوة موفّقة طال انتظارها، ولكن ما زلت مؤمنا بأننا في حاجة إلى تأهيل المنشآت والدارسين أكثر قبل خوضهم تجربة الفسلفة، فمتوسط مستوى الطلاب لا يرتقي للدخول في معمعة الفلسفة وتفاصيلها المعقدة.
الأمر الآخر هو أن الفلسفة تثري العقول، وتنير الطريق للمتعلم، (...)
جغرافية المكان، ومكونات الشعوب، ومكانة الدين في النفوس، وقدسية الأرض الطاهرة، والكنوز المتدفقة من الأرض، كلها هبات ربانية، بإرادة الله جاءت، ولحكمة عظيمة اصطفاها الله لهذه الدار. إن تلك المكانة والمهابة التي قدّرها الله واصطفاها للسعودية ليست صنيع (...)
في كل مناحي أروقة العمل والوظيفة هناك تكاليف هي بمثابة عقد بين جهة العمل والموظف، والموظف منوطٌ به إنجاز هذه التكاليف حتى يستحق مرتبته، وعلى العكس سيتم محاسبة المقصر في إنجاز تكاليفه وفق ما تقتضيه الأنظمة والقوانين الموضوعة سلفًا، والتي يقر بها (...)
اذهب بخيالك المتدفق واسرح به في مواطن النزاع الديني المتطرف، القاعدة وسلالتها، انظر بعين البصيرة للخطابات التي تلقى على أسماع الدهماء هناك، تأمل بتجرد نزيه، كيف ستشاهد وتقيّم تلك الأطروحات؟
إنك لن تجد جدارًا أقصر وأهش من خطبهم الجوفاء، إنها لا تعدوا (...)
عندما يطرح سؤال عن أصعب وظيفة قد يمارسها الإنسان في حياته، تتعدد الأجوبة كل بحسب منظوره للأشياء التي يصعب إتقانها، فيقول أحدهم هي تلك التي تحتاج لتخصصات دقيقة ودراسات معقدة، ويقول آخر بل هي المهن الحرفية لأنها تكتسب عبر التوارث والأجيال، وهكذا تتعدد (...)
أن تعيش حياة ملؤها الهوس بالمؤامرة والدخلاء والعملاء وكأنك عامل استخبارات، لا تفكر إلا في الخيانة والدسيسة والمخطط المشؤوم، وتظل تمشي على الكثبان تتصور أن كل العالم بأفراده وأحواله ما اجتمعموا إلا ليفكروا كيف يلتهمونك، ويقصونك من خريطة الحياة، وأن (...)
دائمًا هناك إنجاز ونتائج في ظل أي أزمة، مهما كانت ضبابيتها، وقوتها، وشدة تعقيدها، وأزمات كبرى عصفت بالبلدان، ولكن ما أن تجاوزتها إلا وأضحت تلك البلاد أقوى من قبل، والتاريخ يشهد بذلك، فالأزمات تصنع الوعي، وتُشكل المبادئ، وتُزيد من شدة بأس القناعات، (...)
في جل بلدان العالم هناك حريّة ممارسة الأشياء دون وصاية وقيود على الأفراد، ولكل شخص حق فعل ما يريد رغم زخم المغريات وسهولة الوصول لها، حتى في عصر النبوّة وهو خير الأزمنة وأفضلها والحجة على ما بعده نجد فيه سهولة وصول للأشياء سواء كانت ممنوعة أو لا، (...)
إذا عجز الإنسان عن الانتصار ذهب يصنع الهزيمة، وإذا عجز عن تحقيق الأهداف والغايات والطموحات ذهب يبرر عجزه وانهزامه بتبريرات قد يتهم فيها عالم الخفاء والجن أيضاً، يبحث عن شماعة لفشله حتى يزيح عذاب ضميره وتأنيبه ومحاسبته وصوت الألم المتفجر من داخله، ثم (...)
النقلات النوعية التي قادت الأمم إلى قمة الصدارة الأممية، تحدث عند وجود النضج والوعي عند أفراد الأمة المعنية، فالنهوض والوثوب متلازمان دائماً مع حجم الثقاقة التي تنعم بها شعوب وفئات المجتمع الذي سطت دولته على مصاف التميز والحضارة والقوة، فالثقافة لها (...)
في آخر سبعينات القرن الماضي ومع بزوغ الثورة الخمينية تشكلت مبادئ في غاية الخطورة أثرت بشكل سيء للغاية على المنطقة وأفرزت أفكاراً مدمرة هددت أمن الأوطان وحياة الإنسان، ومابرحت تلك الأمواج المتطرفة التي يقود حراكها الخميني وأتباعه تلطم سواحل البلدان (...)
أول خطوة في مشروع التغير والتحول هي الحلم، والحلم لا يأتي مصادفة أو بعفوية، بل هو نتاج لاتساع الأفق والتخيل لدى الإنسان، فكل من يحمل مشروعاً حضارياً وإصلاحياً هم أولئك الحالمون، وعند قراءة متأنية لسير الأفذاذ الذين تمكنوا من قيادة مشروعات إصلاحية (...)
عندما يخالف الفرد وهو ذو الرأي الحصيف فكرة الجماعة ويغتر برجاحة عقله، ويقرر التخلي عنهم لأن أفكاره في اعتقاده تعانق السماء، فهو حتماً مع ذكائه المفرط مصيره للضياع، لأن الشجاعة والنباهة وحدهما لا تكفي إذا لم تكن ضمن المجموعة، فكم من مغامر ذي لب متوقد (...)