كل من يشاهد ما يحدث في الساحة من جُل الجماعات المتطرفة، وغيرها من الجماعات ذات الأطماع السياسية، يجد كلمة واحدة مشتركة وذات تأثير وذكر بكل تلك الأحداث، وبلا شك هي كلمة "قطر"، فالقاعدة وبلسان منتسبيها يذكرون اسم قطر كممولة أو كمتعاونة، أو كمرحلة وحلقة وصل رضيت قطر بها!. و"الإخوان المسلمون" يقبع رموزها الداعون والمشرعون للعمليات الانتحارية ليس في قطر وحسب، بل في مكانة قريبة جدًا من السُلطة القطرية!. إن الأيادي الخفية لم تعُد خفية في وضوح الدور القطري الصامت صمت المريب، ولا المتكلم بكلام يبعث على قبول قطر بكل ما يجري على الساحة من أحداث، وعلمها المسبق ليس بالضرورة بالتنسيق في العمل الفني للجماعات، ولكن رضاها ولو بالسكوت وعدم شن الهجمات الإعلامية تجاه هؤلاء الرموز الإرهابية من القاعدة وغيرهم، وكل هذا يبعث وبلا ريبة على أنه ثمة وجود مصالح قطرية تتقاطع معها مصالح تلك الجماعات وأولئك الرموز!. إن الإعلام القطري خطابه يتميز بالميوعة في نقده لكل الجماعات المتطرفة، بل ويُظهر رموز تلك الجماعات بمظهر البطولة، وهذا أمرٌ في غاية الخطورة، لأن التمييع والتلميع حين إظهار تلك الرموز إما على أنهم أصحاب مبادىء وحقوق يُعتبر شراكة في صناعة هذا الإرهاب الدامي الذي تأذى العالم كله منه! وإعلام قطر لا يتحرك بمنأى ومعزل عن الحكومة القطرية، بل إنه يتلقى الدعم المباشر من السلطة في قطر، ويكفي المشاهد ليعلم عن أكذوبة حرية النقد في الإعلام القطري هو عدم مناقشته للشأن القطري بحال، ولو على سبيل الرأي والرأي الآخر الذي تتشدق به قطر.. فيصل القاسم أنموذج، فهو دائمًا ما يُطل عبر الشاشة متحدثًا عن حيادية الآراء، وقد ناقش حتى قضايا جزر الواق واق، ثم لا نراه جلب رأياً وآخر في حديثه عن الشأن القطري! إن الهالة التي كانت تُغطي قطر من دعاوي الحياد وصوت الشعوب سقطت سقوطاً هوى بها إلى الدرك الأسفل من انعدام ثقة المشاهد بها، وبرموزها ومن يظهر على شاشاتها.