جغرافية المكان، ومكونات الشعوب، ومكانة الدين في النفوس، وقدسية الأرض الطاهرة، والكنوز المتدفقة من الأرض، كلها هبات ربانية، بإرادة الله جاءت، ولحكمة عظيمة اصطفاها الله لهذه الدار. إن تلك المكانة والمهابة التي قدّرها الله واصطفاها للسعودية ليست صنيع مصادفة.. إنها أشياء تُثير التأمل، وتعطي دروسًا للجميع. إن كل شيء في هذه الأرض وجد ليبقى، وبقاء يكون له تأثير ودوي، إن اجتماع الفضائل ليس وليد مصادفة، بل هو لغاية عظيمة، ألا وهي الإعزاز لدين الله، ولحضارة العرب التي حملت هذا الدين على أكتاف بنيها، وعبروا بها المسالك والمهالك من أجل تثبيت دعائمه.. والدول التي قُدر لها أن تكون صانعة للقرار والمشهد هي اليوم مرغمة أو أجبرتها لغة المصالح على ألا تفتعل أزمة مع السعودية، والمصالح لم تأت كردة فعل لحدث حتى تجتذبهم، بل هي موجودة منذ الأزل، فلا يفكر ذو بصيرة ولب أن يعارض مصالح قد يكون على أساسها خراب العالم، وهنا يكمن سر هذا الاصطفاء لهذه الأرض.. العقل والعاطفة يتفقان جميعًا على أن من مصالح العالم أجمع ألا يحدُث شرخ في العلاقات مع السعودية، ولا سيّما مع الدول ذات التأثير؛ لأن حدوث هذا الصدام سينبئ بمستقبل غامض ودامٍ ومرعب، ستختل على إثره منظومة الاقتصاد العالمية، ولن يكون أثره على السعودية، بل سيتعدى حدودها، ولكن من الغرابة والبلاهة أن تجد بعض دول الجوار تتمنى حدوث هذا الشرخ، وكأنها بمنأى ومعزل عن هذه الهزة.. من مصلحة دول الجوار أن تلتف حول المملكة، فإذا كان أقطاب العالم يعون هذا الدور المؤثر للسعودية كشريك أكبر في التأثير في الأحداث فكيف بدول الجوار!